هل اقترب موعد انفجار في قطاع غزة؟
بدأت إسرائيل توجيه ماكينتها الإعلامية نحو قطاع غزة، وأطلقت العنان للمسئولين والمحليين والإعلاميين بفتح ملف “جبهة غزة” كخطر قادم، على حساب ما يجري بالضفة والقدس والداخل المحتل، في خطوة التفافية منها لإخماد أو السيطرة على نار الغضب الفلسطيني المشتعلة، والتي أسفرت خلال شهر مارس فقط عن قتل 12 إسرائيليًا وعشرات الإصابات بعمليات طعن ودهس وإطلاق نار.
توجه الاحتلال الذي لم يكن مُفاجئًا وطالما استخدم “ورقة غزة” للهروب من أزماته الداخلية، أو تصاعد العمليات البطولية الفلسطينية، لم يتوقف عند تجهيز الرأي العام الإسرائيلي لحرب أو جولة تصعيد قادمة مع القطاع، بل تزامن مع إعطاء الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بالتجهيز لشن عملية عسكرية في القطاع على غرار عملية “حارس الأسوار 2”.
هذه الخطوة كشفت عنها القناة 13 العبرية، مساء أمس الأحد، حين أكدت بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أمر قواته بالاستعداد لعملية “حارس الأسوار 2″.
وبحسب القناة، فإن كوخافي الذي كان متواجدًا أمس في تل أبيب وتفقد جنوده المنتشرين في المدينة، إن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لاحتمال تصعيد يستمر لشهر أو أكثر، وكذلك الاستعداد لعملية “حارس الأسوار 2”.
و”حارس الأسوار” هو اسم تطلقه إسرائيل على معركة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بين 10 و21 مايو/ أيار 2021، ما أسفر عن استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه مدن إسرائيلية.
هذه الإشارة لم يُطلقها فقط كوخافي، بل أجمعت كافة التقارير على مدار الأسابيع الماضية والتي نشرت عبر وسائل الإعلام العبري، بان جبهة غزة قد اقترب انفجارها، في ظل تهديدات المقاومة المتكررة بأنها “لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تترك الضفة والقدس والداخل يقاتلون وحدهم”.
وكشفت مصادر إعلامية عبرية اليوم الإثنين، عن مخاوف ما تسمى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من المواجهات قرب باب العامود بالقدس المحتلة وأن تنتقل شرارتها لقطاع غزة، وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أن المؤسسة الأمنية لديها تخوفات كبيرة من المواجهات التي اندلعت أمس بالقرب من باب العامود بالقدس.
ونقلت عن مصدر أمني قوله: إذا تصاعدت الأوضاع في القدس فإن غزة ستدخل في ساحة التوترات أيضًا، تم وضع القبة الحديدية في الجنوب بحالة التأهب القصوى.
وكانت إسرائيل قد استعدت سلفاً لاحتمال تصعيد من قطاع غزة، ونشرت كتائب إضافية هناك.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، أن الجيش مستعد لأي تصعيد محتمل من قطاع غزة، قائلاً: “لقد نشرنا بطاريات دفاعنا الجوي. فرقة غزة جاهزة للدفاع البري، وسنفعل كل ما هو ضروري لكي يمر شهر رمضان وعيد الفصح هذا بسلام”.
وأمس، أُصيب 19 مواطنًا بجروح مختلفة جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة.
يشار إلى أن ثلاثة عمليات نُفذت شهر مارس الماضي، أسفرت عن مقتل قرابة الـ12 مستوطن إسرائيلي، ففي 22مارس الماضي، قتل 4 مستوطنين وإصابة اثنين آخرين في عملية دهس وطعن وقعت في مدينة بئر السبع المحتلة، نفذها الأسير المحرر محمد أبو القيعان من سكان حورة النقب في الداخل الفلسطيني، ليتبع اثنين من الشهيدان خالد اغبارية وايمن اغبارية من سكان مدينة أم الفحم، لتنفيذ عملية اطلاق نار في مدينة الخضيرة أسفرت عن مقتل شرطي وشرطية وإصابة أخرين، وليس انتهاءً بعملية “تل أبيب” ومنفذها ضياء حمارشة والتي أسفرت عن مقتل 5 مستوطنين وإصابة اخرين .
وهددت فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على أي جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب استشهاد ثلاثة مقاومين في الضفة يتبعون حركة الجهاد الإسلامي قبل أيام، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن الاحتلال طلب من مصر الضغط على الفصائل لتجنب التصعيد.
ودعت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، إلى توسيع رقعة المقاومة بجميع أشكالها ضد الاحتلال، محذرة من أن “أي فعل إسرائيلي إجرامي سيقابل بمقاومة أشد”.
كما كشفت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن رئيس مجلس الأمن القومي “إيال حولتا”، تحدث الخميس مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل بخصوص التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
وقالت القناة إن ذلك جاء في إطار “محاولة إسرائيل دفع مصر للضغط على التنظيمات الفلسطينية لعدم تصعيد الموقف”.
وفجر السبت، قتل الجيش الإسرائيلي، ثلاثة فلسطينيين قرب مدينة جنين، بدعوى اعتزامهم تنفيذ هجوم داخل إسرائيل، وخلال العملية أصيب أيضا أربعة من جنود الجيش بينهم إصابة خطيرة.
ونعت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، الفلسطينيين الثلاثة وقالت إنهم من عناصرها.
وأكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أنّ “المقاومة لن تسمح باجتياح مخيم جنين”.
وأوضح البطش، في تصريحات صحفية، أنّ اقتحام مخيم جنين يعني معركة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: “من غير المسموح للاحتلال أن يستفرد في جنين وغزة لن تبقى مكتوفة الأيدي”.
وأشار إلى أنّ “استفزاز المقدسيين واقتحام المسجد الأقصى يعني أن المقاومة حاضرة في كل وحداتها”.
بدوره استبعد الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف، استبعد، قيام الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الحالية أو القادمة على أقل تقدير من توجيه بندقيته لقطاع غزة أو فتح جبهة تصعيد فيها، لمعرفة الكاملة أن قطاع غزة مختلف عن بقية الأراضي الفلسطينية في المواجهة، لوجود مقاومة منظمة ومتطورة إلى حد ما بخلاف الضفة الفلسطينية.
وأكد الصواف، أن الاحتلال حذر جداً في عملياته وخططه التي ينفذها، خوفاً من الانفجار في الضفة والذي سيؤثر تبعاته على كافة أماكن تواجده وخاصة جبهة قطاع غزة، لذلك هو يحاول تسوية الأمور في الضفة ، سواء بدفع الآلاف من قواته لضفة الغربية أو تنفيذ العمليات الإعدام الميداني ضد المقاومين الفلسطينيين وكل من يشتبه بهم من المقاومة.
وأوضح الكاتب السياسي أن إستراتيجية الاحتلال في الآونة الأخيرة باتت واضحة هي محاولة تهدئة الأوضاع في القدس والضفة لتجنب تدخل المقاومة في قطاع غزة واندلاع مواجهة قد تكون طويلة، لذلك يقوم بتعزيز قواته في الضفة والقدس في محاولة فرض السيطرة المكتوب عليها الفشل ، خاصة وأن الفلسطيني لم تعد قائمة عليه خطط ووسائل الضغط الإسرائيلية والاستسلام لها.
وتوقع المحلل السياسي الصواف، أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً يطال كافة الجبهات بما فيها جبهة غزة إذا استمر الاحتلال بممارسته العنصرية والاحتلالية والتي قابلها بالعمليات الأخيرة رداً طبيعي على جرائمه وجرائم مستوطنيه ضد أبناء شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل.