هل اقتربت الحرب؟…..يعيش قطاع غزة هذه الأيام حالة ممزوجة من “الترقب والتوتر” الساخنة، بفعل التهديدات والتحركات الإسرائيلية التي تتشابه في تفاصيلها السرية والعلنية مع جولات التصعيد السابقة.
مصادر فلسطينية أكدت في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن المقاومة في قطاع غزة في حالة تأهب قصوى، وهي على استعداد تام للتعامل مع أي طارئ أو “غدر” إسرائيلي، في ظل التقارير التي تتناقل عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات اغتيال قريبة جدًا سواءً داخل القطاع أو خارجه.
وذكرت أن المقاومة على جاهزية تامة للتعامل مع أي تصعيد إسرائيلي مرتقب، وهناك رسائل وصلت لجميع قادتها ومن كافة الفصائل بضرورة أخذ أقسى درجات الحيطة والحذر، مشيرةً إلى أن التحذيرات لا تقتصر على قادة فصائل المقاومة في غزة فقط بل بالخارج أيضًا.
وأوضحت المصادر ذاتها أن مصر تبذل جهود وصفتها بـ”الجبارة” من أجل إيقاف أي تحركات إسرائيلية لإشعال التوتر في قطاع غزة واستفزاز المقاومة، من خلال عمليات اغتيال متوقعة للصفوف الأمامية لقادة المقاومة الفلسطينية، لكنها حتى اللحظة لم تصل لنتيجة واضحة من الاحتلال.
وأشارت إلى أنه بموازاة التحرك المصري هناك تحرك فلسطيني أيضًا وهو الاستعداد وإخلاء المواقع العسكرية بالقطاع والتجهيزات للمعركة، التي قد تكون مختلفة عن سابقاتها وقد تستمر لأسابيع وليس لمجرد أيام فقط، كونها ستكون الملاذ الأخير لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للهروب من الأزمات والضغوطات التي تواجه حكومته في داخل الكيان.
وبسؤال “رأي اليوم” حول ما إذا كانت ستفتح جبهات جديدة لمساندة غزة في حال نشبت الحرب؟، أجابت المصادر “إسرائيل ستتفاجأ كثيرًا وغزة لن تُقتال وحدها هذه المرة والجبهات ستفتح عليها من كل مكان”.
وتعالت الأصوات داخل إسرائيل التي تدعو جيش الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال لأبرز قادة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي “حماس والجهاد الإسلامي”، فيما رجحت وسائل إعلام عبرية أن أول عملية اغتيال ستنفذ قريبًا.
وكان “كابينت” الاحتلال الإسرائيلي خَوَّل نتنياهو ووزير حربه “يوآف غالانت”، اتِّخاذ خطوات تستهدف المقاومين و”مرسليهم”؛ ردًّا على تصاعد العمليات الفدائية في الضفَّة الفلسطينية المحتلَّة.
وجاء قرار “الكابينت” بعد اجتماع عقده الثلاثاء الماضي، في جلسة استمرّت ثلاث ساعات، بحسب بيان صادر عن مكتب “نتنياهو”، فيما يرجِّح سياسيون ومراقبون فلسطينيون أنَّ القرار “ضوء أخضر” للبدء بتنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينيَّة بالضفَّة المحتلَّة وقطاع غزة والخارج.
يأتي ذلك في وقتٍ تستعد فيه المنظومة الأمنية والعسكريَّة لموجة واسعة من العمليات الفدائيَّة، ولا سيَّما عمليات إطلاق نار “نوعيَّة وقاتلة” ضد أهداف لقوات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف مدن وبلدات وقرى ومخيَّمات الضفَّة المحتلة.
وفي هذا الصدد حَذَّر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلَّل، الاحتلال الإسرائيلي من مغبَّة لجوئه لتفعيل الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلَّة أو خارجها، في ظلِّ عجزه عن إيقاف العمليات الفدائية وتنامي الانتفاضة المسلَّحة بالضفَّة الغربيَّة.
وقال المدلَّل، “إنَّ تهديدات العدوّ الصهيوني اليائسة والجوفاء بالعودة إلى الاغتيالات قديمة جديدة، لا يمكن أنْ تخيف المقاومة وتدفعها للتراجع أو تؤثِّر على دافعيّتها، بل ستجعلها أكثر قوَّة وعزمًا على الاستمرار في مشاغلة وضرب الاحتلال ومستوطنيه بكل الأرض الفلسطينية المحتلَّة” وفق صحيفة “الاستقلال”.
وأوضح أنَّ “تلك التهديدات التي يعيد الاحتلال التَّلويح بها مجدّدًا تأتي ضمن محاولاته إعادة الثقة المفقودة بين جمهور المستوطنين ومسؤوليهم”، مضيفًا أنَّ “ذلك الجمهور فاقد للثّقة ويشهد حالة من التفكّك على المستويات كافَّة”.
وتبقى الأسئلة التي ينتظر أهل غزة اجاباتها.. متى ستندلع الحرب؟ ومن القائد الأول على قائمة الاغتيالات؟ وكيف سيكون رد المقاومة؟