هل اقتربت الحرب؟.. وماذا تفعل مصر في الخفاء؟..
يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل “المزعوم”، لا يرغب بأن تنتهي ولايته إلا وأن يُشعل بيديه كل خيوط التوتر داخل الأراضي الفلسطينية، لضمان كسب الأصوات وبقائه على كرسي رئاسة الحكومة التي تترنح يومًا بعد يوم.
نتنياهو لا يملك إلا أوراق التصعيد السياسي والعسكري، وترحيل الأزمات الداخلية التي تحط على رأسه من كل جانب، فيحاول من خلال هذه الخطوات “الخطيرة” إرضاء الوزراء المتطرفين، أن يحصل على بعض التأييد عله يكمل سيره حتى لو كان ضعيفًا في طريق البقاء بالسلطة.
فما نشده على أرض الواقع ليس أقل خطورة من القرارات التي تصدر عن الحكومة داخل الغرف المغلقة، فجميعها تؤدي إلى استنتاج واحد فقط، ملخصه بان نتنياهو يريد القتل والدمار والحرب، حتى وان كان ذلك على حساب غضب الحليف الأكبر هو والإدارة الأمريكية.
أمس الأحد اتخذت الحكومة الإسرائيلية واحد من أخطر قراراتها كرد على سلسلة العمليات البطولية النوعية التي شهدتها مدينة القدس المحتلة، وكان أخرها عملية الدهس التي أدت لمقتل 3 إسرائيليين واستشهاد المنفذ، فأعلنت رسميًا عن تحويل 9 بؤر استيطانية إلى مستوطنات معترف بها وإمدادها بالبنى التحتية، والمسارعة في انعقاد مجلس البناء الأعلى للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
– تصعيد خطير
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الكابينت” قرر كذلك توسيع الحملة الأمنية شرقي مدينة القدس، وتكثيف عمليات المداهمة رداً على عملية القدس الأخيرة التي وقعت الجمعة وقتل فيها 3 إسرائيليين وأصيب آخرون بجراح.
وبينت الصحيفة أن البؤر التي تحولت إلى مستوطنات هي “شحاريت، جفعات أرنون، أفيغل، عشهئيل، جفعات هرئيل، وجفعات هروئيه، ملآخي هشالوم، متسبيه يهودا، بيت حوغلا، وسديه بوعاز”.
هذا الأمر أثار كثيرًا غضب السلطة الفلسطينية، فأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أن القيادة الفلسطينية ستدرس سبل الرد على التصعيد الكبير في قرارات الكابينت سواء تجاه القدس ومواطنيها وما يسمى بشرعنة البؤر الاستيطانية.
وقال الشيخ في تغر يدة على تويتر، “القيادة الفلسطينية تعتبر هذه الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني تتطلب تدخلا دوليا فوريا وبقرارات ملزمه تجبر الاحتلال على وقف عدوانه وإجراءاته”.
بدورها، أدانت الخارجية الفلسطينية برام الله، قرارات الكابينت واعتبرتها تصعيدا خطيرًا للعدوان والحرب الشاملة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني عامة والقدس ومواطنيها ومقدساتها خاصة.
كما اعتبرت الخارجية، القرارات تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء المعروفة في إدارة الصراع، واستخفافا بالجهود المبذولة لوقف التصعيد، وتقويضا ممنهجا لفرصة إحياء عملية السلام، مطالبةً بإجراءات دولية وأمريكية لوقف تنفيذ تلك القرارات باعتبارها تفجير متعمد لساحة الصراع.
التصعيد السياسي لا يختلف كثيرًا عن ما يجري على أرض الواقع، فصباح اليوم الإثنين، أعدمت القوات الإسرائيلية شابًا فلسطينينًا بدم بارد خلال اقتحام مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما تحدثت المقاومة وعلى رأسها مجموعات “عرين الأسود” عن خوض اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، محذرة في الوقت ذاته أن التصعيد الإسرائيلي سيقابله رد قوي وعنيف.
مسلسل القتل والعربدة والاعتداءات باتت تعرض حلقاته يومًا، لكن ما كان جديد هو شن جيش الاحتلال غارات مكثفة على قطاع غزة فجر اليوم، بحجة الرد على إطلاق صاروخ كان قد أطلق قبل أيام، الأمر الذي بعثر الأوراق كثيرًا، ويرسخ نظريه الاحتلال التي تعتمد على جر قدم المقاومة في القطاع لجولة تصعيد جديدة قد تصل للحرب.
– مصر غاضبة
لكن مصر، وفق الإعلام العبري لا تزال تتحرك في الخفاء من أجل منع اندلاع الحرب، وكذلك كشفت مصادر عبرية، عن رسالة تحذيرية شديدة اللهجة وجهها رئيس الأركان المصري اللواء أسامة عسكر لرئيس الأركان هرتسي هاليفي.
ووفقاً لإذاعة الاحتلال، فقد وجه رئيس الأركان المصري اللواء أسامة عسكر تحذيراً لرئيس الأركان هرتسي هاليفي من حدوث انفجار في الوضع الأمني في القدس المحتلة والضفة الغربية.
ونقل المراسل “الإسرائيلي” يوني بن مناحيم تحذير رئيس الأركان المصري الذي اعتبر أن الانفجار من شأنه زعزعة استقرار المنطقة، موضحاً أن مصر غاضبة من حكومة نتنياهو وتطالبها بوقف الخطوات التي تتخذها.
حركة “حماس” عقبت على التصعيد الإسرائيلي، فقال حازم قاسم الناطق باسمها، إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمتزامن مع العدوان على نابلس والقدس، يؤكد “أننا أمام عدوان على كل شعبنا الفلسطيني”، مشيرًا إلى تصدي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” لغارات الاحتلال، وإرباك جيشه ومستوطنيه.
وأكد أن “المقاومة ستظل درع شعبنا وسيفه، وسينكسر هذا العدوان أمام ثورة شعبنا وصموده والفعل المقاوم الباسل”. كما قال.
كما أكد داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن الصراع مع الاحتلال مفتوح وطويل، والاحتلال يدرك أن اللعب في النار مع غزة لن يكون مجانياً، وأن المقاومة في غزة ستكون في مواجهة مفتوحة مع العدو إذا ارتكب أي حماقة ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني .
وقال شهاب: “نحن نقوم بواجبنا بالدفاع عن أنفسنا وعلى العدو أن يدرك أن “تل أبيب” ستكون تحت نيران المقاومة صواريخها حال نفذ أي عملية اغتيال في القطاع ضد أي من أبناء شعبنا أو القيادات في الداخل أو الخارج، معتبرًا تصريحات الاحتلال بشأن غزة محاولة للهروب من جحيم إلى جحيم، ومحاولة للهروب من جحيم العمليات الفدائية وصلابة المقاومة في الضفة في جنين ونابلس والضفة بالذهاب للمواجهة في قطاع غزة.
وشدد على أن المواجهة مع غزة ستشعل المقاومة في الضفة لن تخمدها وغزة ستكون بالمرصاد .
وتشن إسرائيل حملة عسكرية كبيرة وعدواناً متواصلاً بحق الفلسطينيين، وتمعن في قتلها وإعدامها للشبان، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي لأكثر من 45 شهيداً.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية