هل تعرّضت بيروت لحربٍ صامتةٍ جديدةٍ عبر تنشيط متفجّرات “نترات الأمونيوم” من خلال ليزر من طائرة بدون طيّار؟

 

هل يُشكِّل انفجار/تفجير مرفأ بيروت طريقة في حرب جديدة من طرف دولة إقليمية استهدفت خلق وضع جديد في البلاد لا يصب في مصلحة إيران وحزب الله، وخرج التفجير عن المرتقب وتحول الى مأساة حقيقية بمقتل 137 شخصا وعشرات المفقودين و300 ألف من المشرّدين.

الرواية الأولى تُشير إلى انفجار عرضي لنترات أمونيوم التي كانت مخزنة بكميات هائلة وصلت الى 2750 كن في ميناء بيروت، ولا يوجد أي تفسير علمي مقنع حول الانفجار الذاتي بدون تدخل عنصر بشري أو خطئ بشري، وبعد مرور ثلاثة أيام على الانفجار وزيارة الخبراء الى موقع الانفجار، بدأت أسئلة تطرح بقوة وسط خبراء الحروب والمتفجرات.

من ضمن هذه الروايات واحدة تنطلق من أن وجود مستودع في ميناء بيروت مليء بالمتفجرات معلومات معروفة من طرف كل دول الجوار، وهذا يشكل وجود قنبلة جاهزة تنتظر فقط من يشعل عود الثقاب لكي يحدث الانفجار.

ويجري استبعاد توجيه صاروخ الى مخزن المستودعات لأنه رغم شدة الانفجار سيتم العثور على بقاياه وسترصده الرادارات بل وحتى الكاميرات العادية قد ترصده عند الاقتراب من الهدف كنقطة شديدة السرعة في الأجواء. ويجري استبعاد قنبلة لأن واضعها سيتم التوصل إليه من خلال تحقيق دقيق والوصول الى الجهة التي تقف وراءه.

وتحضر هنا فرضية تفعيل المتفجرات عبر طائرة بدون طيار وجهت ليزر أو ذبذبات غير معروفة لتفعيل المتفجرات وانفجارها. ومنذ سنة 2010، طورت عدد من الدول ومنها إسرائيل وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين نوع من ليزر قادر على رصد المتفجرات وإبطال مفعولها أو تفجيرها، واستعملت الدول الغربية هذه التقنية في العراق وأفغانستان، وكانت تفجر العبوات الناسفة أو تبطل مفعولها.

ولا يمكن نهائيا استبعاد فرضية استعمال ذبذبات أو ليزر في تنشيط المتفجرات والتسبّب في تفجيرها، فمادة نترات أمونيوم لا يمكن التسبب في تفجيرها سوى بالحرارة المرتفعة، وحرارة الجو بما في ذلك حرارة بيروت يوم الانفجار التي لم تتعدى 38 درجة لا يمكن أن تسبب في تنشيط المفعول الكيماوي لمادة نترات أمونيوم. ويبقى ليزر هو الوحيد القادر على إنتاج حرارة مرتفعة خاصة وأن العملية حصلت في النهار، حيث يصعب رصد اي خيط ليزر بسبب قوة الشمس.

قد نكون أمام تجربة حرب جديدة صامتة تعرّضت لها بيروت، لكنها خرجت عن السيطرة بسبب حجم الدمار الخطير الذي تسبّبت فيه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى