هل يحتاج العرب إلى (نظام تعاون مرحلي) يخفف عليهم تبعات الحرب الاوكرانية ؟؟!
من الواضح أن مخاض ولادة نظام عالمي جديد نتيجة للحرب الاوكرانية سيكون مخاضا مؤلماً ومو جعاً للبعض وربما كارثياً للبعض الآخر. وكما يبدو فإن روسيا مصرة على استمرار العملية العسكرية حتى تحقيق أهدافها .بالمقابل فإن الغرب بقيادة أمريكا يبدو مصراً ومصمماً على استمرارية حربه على روسيا اقتصادياً وسياسياً وحتى عسكرياً ولو من الخلف، وهذا مايؤكد خطورة ما يجري وكارثية طبيعته، وإذا كان النظام العالمي الجديد ينتظر الحرب حتى تصل إلى منتهاها، وبالتالي فإن النظام الإقليمي المتصل بهذا النظام سينتظر أيضاً. لذلك من الضروري والاستراتيجي للمنطقة العربية أن تتعاون دولها ببناء نظام إقليمي عربي مرحلي لتخفيف تبعات الحرب الاوكرانية ونتائج صراع القوى العظمى على الشعوب العربية خاصة وأن الكثير من الأساسيات المعيشية من قمح وحبوب وزيوت نباتية وطاقة مرتبطة بهذه الحرب وللضرورة الإسعافية لهذا النظام العربي فإن هدفه محصور في التعاون بين الدول العربية لحماية شعوبها من النتائج المتعلقة بعيش المواطن و تأمين احتياجاته الغذائية و الحياتية الأساسية.
و لتحقيق مثل هذا النظام المرحلي فإننا لا نطلب من أي دولة عربية أن تغير تحالفاتها و سياساتها تجاه الصراع في أوكرانيا، خاصة وأن الدول العربية مختلفة ومتناقضة في تحالفاتها مع هذا الطرف أو ذاك. فليحافظ كل نظام عربي على تحالفاته، ولكن ليعمل ويتعاون مع الدول العربية على إنجاح هذا النظام المرحلي ليجنب شعبه واشقائه في الدول الأخرى كارثة الحرب وتبعاتها من جوع وفقر وعوز. ولا بد لدولة عربية مؤثرةوقادرة ان تقوم بالمبادرة للدعوة لمثل هذا النظام العربي المرحلي كالسعودية أو مصر او الإمارات.
ويمكن إنجاز مثل هذا التعاون العربي بعيدا عن أي معيقات أو إعتبارات سياسية خلافية أو مشاكل بينية او معيقات. المهم المواطن لعربي ومعيشته واحتياجاته وحمايته من الفقرالأشد ومن العوز الأكبر. وبالتالي تحقيق كرامته المعيشية. فهل يبادر الحكام العرب أوبعضهم إلى مثل هذا التعاون، مع الترجيح إن دولة الإمارات العربية، وفقا لمسارها العربي الإنساني، وترفع نظرتها الأخوية عن الخلافات هي المؤهل أكثر للقيام بهذه المبادرة للضرورة العربية الملحة التي لابد أنها تدركها جيداً.