هل يستطيع تطبيق فيسبوك التجسس عليك فعلًا؟
واجه فيسبوك خلال الفترة الأخيرة الكثير من الأزمات المتعلقة بمخاطر خصوصية البيانات، لذلك ربما تكون قد سمعت شائعات أو قرأت تقارير تفيد بأن تطبيق فيسبوك يمكنه التجسس عليك باستخدام كاميرا هاتفك الذكي أو الميكروفون.
ولكن هل هذا صحيح حقًا؟ وكيف يمكنه معرفة الكثير عنك؟
هل يستطيع تطبيق فيسبوك التجسس على المستخدمين؟
خلال شهر نوفمبر الماضي قام أحد مستخدمي آيفون بنشر تغريدة على تويتر بها مقطع فيديو يظهر أنه عندما يتصفح خلاصة الأخبار في حسابه على تطبيق فيسبوك، يجد أن كاميرا آيفون تُفتح في أوقات غريبة. وقد قام مستخدمون آخرون بالتحقيق من الأمر ووجدوا مشكلات مماثلة، ولا يوجد سبب لحدوث ذلك، ومن المقلق للغاية الاعتقاد بأن التطبيق يتجسس على المستخدمين دون علمهم.
في هذا السياق، أكد تقرير لصحيفة الغارديان وجود خطأ في تطبيق فيسبوك على هواتف آيفون يسمح بوصول التطبيق إلى كاميرا الهاتف أثناء الاستخدام، لكن متحدث باسم الشركةأكد عدم تحميل أي صور أو مقاطع فيديو بسبب هذا الخطأ، مضيفاً “أنه مجرد خطأ أمني، وليس محاولة فعلية للتجسس على المستخدمين”.
وقد قدمت الشركة إصلاحًا للمشكلة بالفعل وأطلقت تحديثًا لإصدار التطبيق على آب ستور بسرعة كبيرة، والآن ليس هناك أي مشكلة في التطبيق.
هل يستخدم فيسبوك ميكروفون أو كاميرا هاتفك للتجسس عليك؟
إلا أن تلك القصة على الرغم من النفي، احتلت عناوين الأخبار حول العالم، لأن الكثير من الناس يشككون في كيفية قيام فيسبوك بجمع معلومات عنهم، فهناك اعتقاد شائع بأن التطبيق يعمل بشكل خفي على تشغيل الكاميرا أو ميكروفون الهاتف للتجسس على المستخدمين.
ولا شك أنه شعور مرعب أن تلاحظ أنك حين تتحدث عن منتج ما، تظهر فجأة إعلاناته في خلاصة الأخبار على صفحتك بفيسبوك.
إلا أنه على الرغم من خطأ الأمان المذكور أعلاه، لا يوجد دليل على أن فيسبوك يقوم بذلك بالفعل. حيث نفت الشركة بشدة ذلك في الماضي قائلة: “إن الخوف من التجسس عليك باستخدام ميكرفون هاتفك على مدار الوقت شيء يدور برأسك أنت فقط”.
والحقيقة هي أن فيسبوك لا يحتاج إلى التجسس عليك من خلال ميكروفون أو كاميرا هاتفك من أجل استهدفك بالإعلانات بدقة، لأنه يمكنه التنبؤ بسلوك الشراء الخاص بك بدقة بالغة من خلال الكميات الهائلة من المعلومات التي تنشرها عليه يوميًا.
كما يعتمد التطبيق على موقعك الجغرافي لاستهدافك بالإعلانات، فمن خلال معرفة مكان إقامتك، وأين تقضي معظم وقتك يمكن أن يتنبأ فيسبوك بالكثير حول اهتماماتك وعاداتك الشرائية. وعندما يكتشف التطبيق أنك في موقع جديد، مثل أنك مسافر إلى مكان جديد فهذه إشارة تؤدي إلى عرض إعلانات عن العطلات أو أشياء متعلقة بالسفر.
إلى ذلك، يعتمد فيسبوك أيضًا على أداة تُسمى (فيسبوك بكسل) Facebook Pixel، وهي عبارة عن كود برمجي يقوم مشرفو المواقع باستخدامه لتتبع زوار المواقع وإعادة استهدافهم بالإعلانات، وهو مشابه لملف تعريف ارتباط المتصفح، ولكنه حصري لفيسبوك، لهذا السبب عندما تبحث عن منتج معين على أمازون مثلًا، ثم تسجل الدخول إلى فيسبوك، فغالبًا ما تشاهد إعلانًا عن عن هذا المنتج الذي كنت تبحث عنه فقط.
كما توجد مصادر أخرى لبياناتك وهي من أصدقائك وعائلتك، حيث يفترض فيسبوك أنه إذا كان أحد الأصدقاء المقربين لك مهتمًا بمنتج ما، فهناك احتمالٌ كبيرٌ أنك مهتم به أيضًا. ويستخدم أيضًا معلومات مثل: اهتماماتك المعلنة، والصفحات التي تعجبك لإنشاء ملف تعريفي لك، وكل هذه المعلومات يمكن أن تتنبأ بعاداتك وسلوكياتك جيدًا.
كيف يمكنك منع فيسبوك من تتبعك على الإنترنت؟
- حذف حساب فيسبوك الخاص بك: هذه هي أفضل طريقة لإيقاف فيسبوك عن جمع بياناتك، ولكن يجب التأكد من حذف الحساب نهائيًا وليس فقط إيقاف تنشيطه، لأنه حتى إذا قمت بخطوة إيقاف تنشيط الحساب، فسيستمر فيسبوك في جمع البيانات عنك.
- استخدم بعض إضافات المتصفح التي تمنع تتبع فيسبوك: يوجد إضافات لكل من كروم وفايرفوكس للحد من مقدار البيانات التي يمكن أن يجمعها عنك فيسبوك مثل: إضافة Disconnect لكروم، أو Facebook Container Extension لفايرفوكس.
- استخدم أدوات لحظر أداة فيسبوك بكسل: يوجد بعض الإضافات أيضًا التي تساعدك على منع أي موقع من تتبعك أثناء التصفح، مثل Ghostery الذي يسمح لك بتعطيل المواقع التي تتبعك على صفحات الويب.
خطوات إضافية للحد من تتبع فيسبوك:
- جميع الخطوات المذكورة أعلاه تحد من تتبع فيسبوك لك أثناء تصفح مواقع الويب، ولكن يجب عليك ضبط إعدادات حسابك على فيسبوك نفسه لتقليل البيانات التي يمكن أن يصل إليها، فمن الجيد دائمًا التحقق من إعدادات الخصوصية الخاصة بك.
- إيقاف الأذونات الممنوحة للتطبيق على هاتفك: هذه الخطوة تساعد على إبطال وصول التطبيق إلى الكاميرا والميكروفون. ولكن ضع في اعتبارك أن في هذه الحالة لن تتمكن من التقاط الصور مباشرة من خلال التطبيق. ولكن ستكون متأكدًا أن التطبيق لا يشاهدك أو يستمع إليك.
العربية.نت