هوس …!!!
منذ أن دخلت الصفحات الزرقاء عالمنا وغزت حيواتنا ونحن تائهون …!!!
هذا رأيي الذي أحببت أن أشارككم به اليوم لتصححوا لي ان أنا أخطأت …
مارك الشاب العشريني ، الذي ابتكر الفيسبوك تحول اليوم بفضل هذه الفكرة البسيطة والرائدة الى واحد من أثرى أثرياء العالم ، وتحول معظم من يستخدم الفيسبوك الى مدمنين يبحثون عن طرق للتواصل مع عالمهم الافتراضي حول العالم.
ولكن كما نعلم فمارك هدفه نبيل وهو إيجاد وسيلة للتواصل بين الناس الذين فرقت بينهم المسافات وأغرقتهم زحمة الحياة .. فجاء الفيسبوك كعالم متحرك حي ضمن شاشة زرقاء لا يتجاوز حجمها راحة كف اليد ، وكان مناسبا جدا للمجتمعات الغربية التي فرضت عليها طبيعة حياتها العزلة والابتعاد .. ولكنها على ما يبدو ومع الوقت فرضت نوعا جديدا من العزلة والابتعاد ..!!!
فأصبحت حدود هذه الشاشة الزرقاء عالما متكاملا رغم أنه افتراضي.. وبدأ الناس يعتادون ارتياده ويستعيضون به في كثير من الأحيان عن العالم الحقيقي بحجج مختلفة منها البحث عن من يشبهنا .. العيش بسلام .. (نفتحه متى نشاء ونغلقه عندما نريد .. ) وما الى ذلك من حجج وذرائع ألهمت الكثيرين لارتياده والإدمان عليه ليتحول رويدا رويدا الى بؤرة لتفريغ الأحقاد الدفينة وعقد نقص متراكمة .. ولكسب جماهيرية وهمية ولو باستخدام أساليب غير أخلاقية كعرض صور اباحية أو بدغدغة عواطف متطرفة طائفية .. !!
وليتحول عن هدفه النبيل من منبر اجتماعي للتعارف وتبادل الأفكار والأراء ومشاركة الخواطر والصور والمذكرات الى منبر لبث الأفكارالاقصائية والتشهير بالناس وازدياد حالات الغش والخداع والطلاق .. وتفكك المجتمع !!
وليبتعد الناس أكثر وأكثر عن العالم الحقيقي والمجتمع الواقعي ويستلذون بالانخراط في العالم الافتراضي !!؟ وتصبح أحد أهم أمراض العصر العزلة والتقوقع والفوبيا الاجتماعية ..
لأتساءل .. لماذا دوما هناك ( وهو المنتصر غالبا ) من يحرف الأهداف السامية عن مساراتها ويستغلها أسوأ استغلال ضد الأخرين ؟؟ ولماذا السيء هو المسيطر والمنتصر ..
وليبقى الهاجس الأكبر : كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا من ادمان العصر .. !!