واقع … للتأمل
عندما تشتاق للبلد .. يتهمك البعض بالرومانسية المفرطة ..ورفس النعمة والغباء احيانا .. !!
وعندما تنتقد الوضع بالبلد يتهمك البعض بالخيانة واللاوطنية !!!
وعندما تصمت .. يتهمك البعض بالجُبن وعدم الوضوح ..!!
وعندما تعبر عن رأيك ومشاعرك بصراحة ووضوح .. ينتقدك الجميع ويسخفونك دون اي احترام لرأيك ومشاعرك . والجميع اصبح يخاف من الجميع … ولكن يتفق معك على حالة الاحباط والعجز والضياع والتشتت التي يعيشها الجميع.
غريبون نحن …!! كيف تجمعنا السلبيات .. و نطالب بايجاد حلول .. ولكننا غير مستعدين لسماع أو لاحترام اي رأي أو مشاعر لأحد. هذا واقع الحال الذي وصلنا اليه بعد تسع سنوات من التغريبة والحرب السورية التي لم تعد تنتهي وتصل إلى نهايتها .. وترسى على بر السلام …
واقع بات يفرض نفسه بقساوة على حياة السوري أينما كان …
احباط ..خوف .. ضياع …
كل المشاعر السلبية باتت هي المسيطرة على السوري ، بعد أن أصبح الحل غير واضح أوغير موجود أصلا !!
فكلما تنفس السوريون الصعداء .. على أمل حل يعيد لهم الأمل الذي بات حطاما من كثرة الاحباطات والانهيارات التي يعيشونها كل يوم جاءت ضربة جديدة تعيدهم للوراء فيزداد الخوف والعجز والتوهان !!
فحتى المشاعر اصبح مجرد التعبير عنها يدخل بمسمى (( اضعاف ووهن عزيمة الأمة ))
كم هو مؤلم فعلا هذا الواقع .. وبحاجة لتصحيح وتنشيط وطاقات ايجابية تعيد شحن الأمل المتلاشي في ظل الغلاء المستفحل والحصار الاقتصادي .. والقمع الفكري ..
بحاجة لمبادرات عملية تعيد احياء البلد .. وتبني فرص عمل وتخلق حاجات تفيد الناس !!!
نعم .. واقع علينا بدل ندبه .. والبكاء عليه .. ايجاد حلول له.. قبل ان يتحول هذا الواقع إلى دوامة قاتلة .. تبتلع الجميع …!!!