كتب

‘وجع من الماضي’ في رواية لسمير إسحق

يتخذ سمير إسحق في روايته “وجع من الماضي” مدينة المفرق الأردنية مكانا تجري فيه معظم أحداث الرواية، ويعود بالقارئ خلالها إلى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، عارضًا تفاصيل الحياة الاجتماعية في بيئة المدينة الناشئة.

وجاءت الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 220 صفحة من القطع المتوسط، وتدور الأحداث فيها حول فتاة عاشت مجموعة من التجارب القاسية على صعيد الزواج والعاطفة، وانتهت بها الحال إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتعمل راهبة في إحدى الكنائس هناك، بعد أن اتخذت قرارا بنسيان الماضي بجميع ما فيه من آلام ومسرات.

وتقدم الرواية للقارئ تفاصيل نفسية عاشتها البطلة خلال فترة المراهقة، ثم خلال زواجها الفاشل وتعرضها للمضايقات من الأشخاص المحيطين بها. وتعرض كذلك لملامح الحياة الشعبية في المدينة، وعلاقات الناس ببعضهم بعضا، وترابط الجيران وألفتهم. وتصور أحياءها وأسواقها ومحلاتها التجارية وما طبع الحياة في ذلك الزمان من بساطة ووئام.

وتفتح الرواية كذلك بابا على هموم الناس السياسية في ذلك الوقت، وما ألمَّ بالبلدان العربية من أحداث ضخمة، وتشير إلى توجهات الشباب القومية وتفاعلهم الواعي مع الأحداث التي تدور في بلدانهم وفي الإقليم بعامة.

تصف الرواية في أحد مقاطعها شعور البطلة؛ نادية، تجاه مدينتها “وعندما وصلت إلى بلدتها شعرت بالانفراج والراحة وكأن كابوسا انزاح عن نفسها، أو حملا ثقيلا رمته عن كتفيها. آه ما أجمل المفرق! إنها بلدة ساحرة تأخذ بمجامع القلوب؛ شوارعها وبيوتها وناسها، وتعود إلى أيام الطفولة. وكم كانت سعيدة أنها تعيش في هذه البلدة والمدرسة والصديقات ولعبة الحجلة ونكات الطفولة وأشياء كثيرة تحبها فيها! ومنها عيد الميلاد والهدايا الحلوة التي كانت تتسلمها من إخوانها هي وأختها التي تصغرها بالسن. ولا تنسى الأيام الحلوة مع صديقة عمرها نسرين. المفرق الحنونة كم تحبها!”.

ومن أجواء الرواية التي تظهر التفاصيل النفسية لبطلتها:

“أحست بدموعها تسيل من عينيها وتحرق خديها محطمة قلبها الذي ما زال يخفق يحبه وينادي اسمه. إنها لوعة وحسرة أصابتها من تذكار ذلك الماضي الذي تحاول أن تنساه؛ فالذي حدث لها قبل مدة قصيرة شيء لا يمكن أن تتجاوزه هكذا بسهولة، ومع ذلك فإنه لن يغير الطريق الذي اختارته لحياتها، ولن تتراجع عنه مهما حدث. وهذه الرسائل هي كل ما تبقى من ذلك الحب العظيم الذي كان بينها وبينه. إنها ذكريات جميلة وحزينة في الوقت نفسه، إنها صدى لذلك الحب الذي تذوَّقَته من علاقته معه”.

ومن الجدير ذكره أن سمير إسحق ولد في يافا عام 1944، ويعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا. وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. وصدرت له ثمان روايات وخمس مجموعات قصصية قبل هذه الرواية.

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى