وراء الستارة: الخلافات الاردنية السعودية “تزداد تعقيدا” وتشمل ملفات ايران وتركيا والقضية الفلسطينية

 

تختبر السلطات الاردنية بعد الاعتداءات الاخيرة على المسجد الاقصى والتي اعقبتها عملية اعتقال الكادر الاردني المعني بمتابعة شئون مجلس أوقاف القدس  تلك التسريبات التي تتحدث عن توجه أمريكي اسرائيلي لمتح المملكة العربية السعودية “دورا ما” في ادارة ملف القدس تحت غطاء إسلامي.

 وبدأت الصحافة الاسرائيلية تروج لمثل هذا السيناريو الذي تعتبره القيادة الاردنية من الخطوط الحمراء.  وعلمت رأي اليوم ان ارفع السلطات والشخصيات في الاردن ضغطت بشدة خلال الساعات القليلة الماضية على الحكومة الاسرائيلية لتأمين الإفراج عن قيادات دينية فلسطينية تعمل مع الأوقاف الاردنية في إدارة الوصاية الهاشمية.

وحصل ذلك بالتزامن مع التعليقات الاعلامية التي تتسرب حول سيناريو امريكي اسرائيلي للتقارب مع الرياض والامير محمد بن سلمان ومنح بلاده دورا غامضا في القدس  في الوقت الذي وصلت فيه لعمان رسالة  مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب آردوغان يدعوها فيها للتنسيق مع تركيا بشأن تأمين وحماية القدس والحفاظ على ما تسميه المؤسسات التركية ب”الدور الاردني التاريخي” في ادارة مقدسات القدس.

ولم تعرف بعد طبيعة التجاوب الاردني مع النصيحة التركية . لكن الانطباع يتزايد في اوساط القرار الاردني بان ملف القدس وفي ظل التصعيد الاسرائيلي الاخير بدأ يتفاعل بصورة حساسة غير مسبوقة خلف الكواليس خلال الساعات القليلة الماضية .

وسبق للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان اعتبر علنا بان القدس والدور الاردني في رعايتها من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة  بالنسبة لبلاده.

ويتصور سياسيون كبار بان توقيت المزاحمة السعودية المحتملة  للدور الاردني قد يأتي في سياق حرج أكثر وأسرع مما يتصور الجميع لان  نشاطات “عقارية” واجتماعية قام بها ولي العهد السعودي في ضواحي القدس اثارت حساسية الاردن قبل اكثر من عام.

ويعقد كبار أركان القيادة الاردنية اجتماعات مغلقة وصريحة تناقش التحديات التي تواجه “وصاية المملكة” على الملف  في الوقت الذي اثارت فيه الصحافة الاسرائيلية الحساسيات مجددا في هذا السياق.

ويعتقد بان ملف القدس وحضور العاهل الاردني لمؤتمر القدس الاسلامي في إسطنبول ورفضه اقتراحا سعوديا بعدم الحضور من المحطات الهامة في تفسير توتر العلاقات الاردنية السعودية وبرودها على نحو غير مسبوق منذ عدة أعوام.

وكانت عمان بانتظار زيارة يفترض ان يقوم بها لعمان قبل نهاية الشهر الجاري الامير بن سلمان. لكن الزيارة لم تحصل في الوقت الذي ظهرت فيه ايضا خلافات اردنية سعودية على هامش تحضيرا قمة وارسو والملف الايراني حيث اعتبرت عمان بان التصدي لإيران ليس اولوية الان بل القضية الفلسطينية وبصيغة تؤشر على نمو الخلافات وراء الستارة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى