تحليلات سياسيةسلايد

وقف إطلاق النار في السويداء قيد الاختبار مع انتشار القوات الحكومية

باراك يقول أن المجتمع الدولي تطغى عليه الآن صدمة عميقة، إذ تُقوّض الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض سلطة الحكومة وتُزعزع أي مظهرٍ من مظاهر النظام.

 

أكدت الحكومة السورية وقف القتال في مدينة السويداء الأحد، بعد استعادة مجموعات درزية السيطرة على المدينة الجنوبية وإعادة انتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة التي شهدت عنفا طائفيا خلف نحو ألف قتيل في أسبوع واحد، فيما طالبت واشنطن بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات ومنع وصول الجهاديين إلى المنطقة الجنوبية، حيث سبق أن فشلت محاولات سابقة لوقف القتال.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا على منصة تليغرام أنه “تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة”.

وأدت أعمال العنف بين الدروز والبدو السنة التي اندلعت في 13 يوليو/تموز في محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى مقتل 940 شخصا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا.

وتشمل الحصيلة 326 مقاتلا درزيا و262 مدنيا درزيا، بينهم 165 أعدموا ميدانيا، بحسب المرصد. وأحصى المرصد أيضا 312 من أفراد الأمن الحكوميين و21 من البدو السنة ضمن الحصيلة.

وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في وقت سابق السبت وقفا لإطلاق النار والتزامه “حماية الأقليات” ومحاسبة “المنتهكين” من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء.

وجاء الإعلان بعد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف إطلاق النار.

وأكد البابا أن “الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء، وستسخر قوى الأمن كل طاقاتها سعيا لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال وإعادة الاستقرار إلى المحافظة”.

وكان الشرع قد نشر قواته في السويداء الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعد أن قصفت إسرائيل أهدافا حكومية عدة في دمشق، معلنة أنها تريد حماية الدروز ومعربة عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها.

وحض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في منشور على منصة اكس، السلطات السورية على “محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها”.

وطالب روبيو، الحكومة السورية بمنع وصول “الجهاديين” إلى جنوب البلاد  وقال في بيان على اكس “إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية  يجب عليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة من خلال استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم الدولة الإسلامية وأي جهاديين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب مجازر”.

وسعت مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة إلى تجنب المزيد من التدخل العسكري الإسرائيلي، مع موافقة القوات السورية على الانسحاب من المنطقة.

وأضاف روبيو “ظلت الولايات المتحدة منخرطة بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية مع إسرائيل والأردن والسلطات في دمشق بشأن التطورات المروعة والخطيرة في جنوب سوريا”.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية عام 2011 على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية، معلنا عام 2014 إقامة “خلافة” عابرة للحدود، قبل أن يمنى بالهزيمة عام 2019 على يد قوات بقيادة كردية ودعم من تحالف دولي. لكن الجهاديين حافظوا على وجودهم، خاصة في الصحراء السورية الشاسعة.

بدوره، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا كان خطوةً مبدئيةً، لافتا إلى أن “سوريا تقف عند منعطفٍ حاسم ويجب أن يسود السلام والحوار”.

وأشار براك في منشور على حسابه في منصة إكس، إلى أن هذا القرار “أتاح للشعب السوري فرصةً لتجاوز سنواتٍ من المعاناة والفظائع التي لا تُصدق”.

وأضاف أن المجتمع الدولي، الذي راقب بتفاؤل حذر سعيها للانتقال من إرث من الألم إلى مستقبل مُشرق، ساند الحكومة السورية الناشئة إلى حدٍ كبير.

وتابع “إلا أن هذا الطموح الهش تطغى عليه الآن صدمة عميقة، إذ تُقوّض الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض سلطة الحكومة وتُزعزع أي مظهرٍ من مظاهر النظام”.

ودعا المبعوث الأميركي إلى سوريا في منشوره جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها فورًا، ووقف الأعمال العدائية، والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي.

وختم منشوره مشددا على أن “سوريا تقف عند منعطفٍ حاسم.. يجب أن يسود السلام والحوار.. وأن يسودا الآن”.

وفي وقت سابق مساء السبت كشفت السفارة الأميركية في سوريا، أن المبعوث الأميركي توم براك، التقى بقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى