وما زلنا على الحدود …..!!!!
وما زلنا على الحدود …..!!!! وقفنا ما لا يقل عن ٥ ساعات على الحدود اللبنانية ننتظر رحمة الضابط المتحكم بزمام العبور باشارة من إصبعه الميمون .. وعيناه الحادة تحدق بِنَا كما النسر المنتشي من ضعف فريسته وعجزها عن الهرب ..يتلذذ وهو يتابع حركة اجسادنا المستعدة للانطلاق بمجرد حركة من إصبعه يتراجع عنها في أخر لحظة بعد أن يشبعنا أملا .. لتعود أجسادنا الى وضعية الاسترخاء والاحباط والكسل .. وبعد سؤال وتعارف وتبادل سلامات أدركنا أن هناك سيارات مرابطة على الحدود منذ ١٢ ساعة ولم يأتي دورها للعبور بعد !!!!
وكأن العبور هو الى الجنة الموعودة .. ويحتاج الى مطهر واستغفار واستئذان من رب الحدود وحارسها المفروض على رقاب العباد و ما علينا الا بالصبر والتروي والصلاة …
فإذا تم العبور .. كانت زغاريد الانتصار .. والتبريكات .. والتشكرات .. ولو بالخفاء .. !! ونظرات الغيرة والحسد ترافق من قطع الحدود من قبل من بقي ينتظر حلمه الموعود ..
وهكذا يا سادة يا كرام .. تستمر معاناة الشعب السوري .. ليس فقط داخل الحدود .. إنما بانتظار العبور على الحدود .. وتستمر انتهاكات كرامته وهدرها عبر الحدود وعلى الحدود وفي كل مكان.
والسوري لم تعد تكفيه المعاناة بالوقوف على الحدود إنما بات أيضا يقف على الحدود بين العقل والجنون من وضعه اللا محمول .. !!
فمن أين يجدها ؟؟!! من على الحدود ومن غربة ومذلة الخارج أم من الداخل حيث القصف والقذائف والموت الطائش ، والغلاء الفاحش ، وانقطاع الماء والبنزين والكهرباء الدائم ، ومن التشبيح والفساد المتزايد في كل مفاصل حياة المواطن وخاصة على طول خط الوصول من بيتك الى الحدود من شراء ذمم المرابطين لحماية خط الطريق بتسعيرة باتت معروفة للصغير قبل الكبير ليسمحوا لك بالعبور والمرور … أم من الذل والاهانة التي باتت طبيعة حياة المواطن ؟؟!!
ولكن يبقى السؤال الذي قض مضجعي ليس فقط لست ساعات انتظار على الحدود إنما لأكثر من ست سنوات حرب ماذا تفعل الحكومات السورية لتحفظ ما تبقى من كرامة ما يسمى .. مواطن ..!!!؟؟؟؟؟
بوابة الشرق الاوسط الجديدة