وثائق إسرائيلية جديدة عن فضيحة لافون وتفجير المنشآت البريطانية فى مصر عام 1954

فرجت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، عن وثائق سرية، تنشر لأول مرة عن «فضيحة لافون» نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلى فى ذلك الوقت بنحاس لافون، وهى عملية إسرائيلية سرية فاشلة كانت تستهدف قيام مجموعة من رجال المخابرات العسكرية الإسرائيلية وبعض اليهود المصريين المدربين بتفجير بعض الأهداف البريطانية والأمريكية فى مصر عام 1954، بهدف توتير العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأمريكا وبين مصر وبريطانيا، ودفع الأخيرة إلى العدول عن إجلاء قواتها من قناة السويس بحجة اضطراب الاوضاع فى مصر.

وتكشف هذه الوثائق أن خطة القيادة الإسرائيلية كانت تقوم على القيام بعمليات التخريب فى القاهرة والإسكندرية بحيث توجه أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، الذين كانوا وقتها على خلاف مع الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر.

كما يتضح من الوثائق أن القادة العسكريين الإسرائيليين حاولوا التنصل من المسئولية عن فشل العملية وتبادلوا الاتهامات فيما بينهم.

وقد أحدث فشل هذه العملية، التى عرفت باسم «عملية سوزانا» أو العمل المشين، ضجة واسعة فى إسرائيل فى ذلك الوقت، ولا تزال أصداؤها تشغل المؤرخين الإسرائيليين حتى اليوم.

وتتناول إحدى الوثائق محضر اجتماع جرى بين لافون وجبيلى فى 28 ديسمبر 1954، عقد فى مكتب لافون، وذلك بعد اكتشاف السلطات المصرية للعملية بخمسة شهور، وإلقاء القبض على الشبكة الإسرائيلية. وخلال الاجتماع تبادل الاثنان الاتهامات حول المسئول عن إعطاء الأمر بتنفيذ العملية.

وبحسب هذه الوثيقة وجه لافون توبيخا لاذعا لرئيس المخابرات العسكرية، قائلا: «أردت أن أعطيك فرصة أخرى لتخبرنى بالحقيقة كلها، وبدلا من ذلك قدمت لى إجابة طفولية. للأسف إما أنك لم تفهم أو قررت ألا تفهم. أنت تزعم دائما أننا شركاء فى المسئولية. أنت تقول إنك لا تعرف من الذى أعطى الأوامر، ولكننى لا اصدق أن يقدم أشخاص من باب المغامرة على تفجير المخابرات الأمريكية، وإشعال النيران فى بريد الإسكندرية.

وجاء رد جبيلى هو الآخر عنيفا، إذ قال لوزير الدفاع: « لا يمكن أن أصدقك سيدى الوزير. أنا آسف جدا».

ويكشف الحوار أن وزير الدفاع كان يدافع عن نفسه بأنه لم يكن المسئول عن إعطاء الأوامر بتنفيذ العملية التخريبية، ويحاول أن يحصل على اعتراف من رئيس المخابرات بأنه هو من أعطى التعليمات.

وفى وثيقة أخرى كشفها أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلى، وهى أجزاء من يوميات نحيميا أرجوف السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء دافيد بن جوريون، وجه فيها أصبع الاتهام إلى وزير الدفاع لافون بالتسبب فى فشل العملية. وقال «أمر وزير الدفاع السيد لافون بأن تقوم هذه الوحدة الموجودة فى مصر بعمليات تخريبية لبعض الأهداف البريطانية، وأن تخلق انطباعا بأن الإخوان المسلمين هم من فعلوا ذلك.. هذا الاعتبار الخاطئ والسىء وضعه وزير الدفاع وليس رئيس الحكومة.

يذكر أن نتائج عملية سوزانا كانت مفجعة بالنسبة للإسرائيليين، فبعد سقوط الشبكة حكم على اثنين من أفرادها بالإعدام شنقا، وهما الدكتور موشيه مرزوق وشموئيل عيزير، ونفذ الحكم فى ديسمبر عام 1954. وتراوحت الأحكام على باقى أعضاء الشبكة بين الأشغال الشاقة المؤبدة أو لمدة 15 عاما.

صحيفة الشروق المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى