وفد سياسيّ عسكريّ روسيّ زار تل أبيب سرًا لتطبيق اتفاق فضّ الاشتباك مع سوريّة

 

كشفت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون العبريّ)، كشفت النقاب في نشرتها المركزيّة مساء أمس الخميس عن أنّ وفدًا روسيًا عسكريًا وسياسيًا زار الدولة العبريّة بشكلٍ سريٍّ خلال الأسبوع الجاري، وأجرى محادثات مع صنّاع القرار في تل أبيب تمحورت حول التوصّل لاتفاقٍ يُعيد الوضع على الحدود السوريّة- الإسرائيليّة إلى سابق عهده، أيْ تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك بين الطرفين، والتي تمّ التوقيع عليها في العام 1974.

ووفقًا لمُحلّل الشؤون العسكريّة في شركة الأخبار، روني دانئيل، الذي اعتمد كما أكّد على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، فإنّ الوفد الروسي وصل إلى إسرائيل على ضوء تقدّم الجيش العربيّ السوريّ في استعادة المناطق التي كانت تُسيطِر عليها التنظيمات الإرهابيّة، لافتًا إلى أنّ تقديرات الاستخبارات الإسرائيليّة تُقدّر بأنّ الجيش السوريّ سينتهي من المُهمّة خلال فترةٍ قصيرةٍ جدًا أقصاها أسبوعين أوْ ثلاثة، على حدّ قوله.

وأوضحت المصادر عينها أنّه تبينّ من خلال المحادثات بين الروس والإسرائيليين أنّ موسكو معنية جدًا في أنْ يعود الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، ويبسط سيطرته على جميع الأراضي السوريّة، وبالتالي فإنّهم في روسيا، يعملون بشكلٍ مُكثّفٍ على التوصّل لاتفاقٍ حول التواجد العسكريّ السوريّ في الجزء المُحرّر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، مُضيفةً أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والأمم المُتحدّة تُشاركان بشكلٍ فعّالٍ في الجهود التي تبذلها روسيا من أجل إعادة الوضع في الجولان إلى ما كان عليه قبل اندلاع الأزمة السوريّة في آذار (مارس) من العام 2011، على حدّ قولها.

في سياق ذي صلةٍ، ادعى الدكتور دوري غولد، رئيس مركز دراسات إسرائيليّ، بأنّه حان الوقت للاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على هضبة الجولان السوريّة المُحتلّة. وقال د. غولد، رئيس المركز الأورشليمي لشؤون المجتمع والدولة، إنّه حان الأوان للاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة في هضبة الجولان، والآن مع نهاية الحرب في سوريّة تناقش دول عدة ترتيبات الأمور ومستقبل البلاد في سوريّة.

وذكر المركز الأورشليمي الذي يتخذ من مدينة القدس المحتلة مقرًّا له، أنّه عقدت يوم الثلاثاء، ندوة في الكونغرس الأمريكيّ، تحت عنوان “أفق جديد في العلاقات الأمريكيّة الإسرائيليّة: من نقل السفارة إلى القدس وحتى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في هضبة الجولان”، بزعامة عضو الكونغرس، رون ديسانتس، وهو من الحزب الجمهوريّ.

وجاءت الندوة بدعوة من د. غولد، رئيس المركز الأورشليمي لشؤون الدولة والمجتمع الإسرائيلي، وهو مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، حيث ناقشت الندوة مدى أهمية الاعتراف الأمريكيّ بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية بالنسبة للأمن القومي الأمريكيّ.

وأكّد المركز الإسرائيليّ على أنّ الندوة المهمة جاءت بالتزامن مع قمة الرئيسين، الأمريكي والروسي، في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، الاثنين الماضي، والتي بحثت مستقبل سوريّة، والخلافات الكبيرة بين إسرائيل وإيران، وقواعد الأخيرة العسكرية في سوريّة.

وبحسب الموقع الالكترونيّ للمركز، قال غولد في الندوة: على إسرائيل الاستعداد لأية سيناريوهات محتملة في سوريّة، فقد يتم إعادة تأهيل الجيش السوريّ بعد انتهاء الحرب، ما يُشكّل تهديدًا على إسرائيل. وتابع قائلاً: محظور على إسرائيل أنْ تقف موقف عام 1973، مرة ثانية، بحيث تتواجد في سوريّة قوات إيرانية تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني، التي تشكل تهديدًا على الأمن القومي الإسرائيليّ مع قوات “حزب الله”، ولن نسمح لهم بتدمير إسرائيل، ولكن لا يمكن لإسرائيل الابتعاد عن الجولان، على حدّ تعبيره.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قال إنّه طلب من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، خلال لقائهما في واشنطن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامّة (كان) إنّ نتنياهو كشف خلال حديثه مع الصحافيين الإسرائيليين المرافقين له خلال زيارته لواشنطن، أنّه اقترح على ترامب فكرة الاعتراف بمرتفعات الجولان جزءً من دولة إسرائيل، مضيفة أنّ الرئيس الأمريكيّ لم يفاجأ من طلب نتنياهو.

جديرٌ بالذكر أنّ المطلب الإسرائيليّ، الاعتراف بالجولان منطقةً سياديّةً إسرائيليّةً ليس جديدًا، فقد كشفت مصادر أمريكيّة وإسرائيليّة رفيعة المستوى، في العام 2015، النقاب عن أنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما، رفضت اقتراح نتنياهو إعادة دراسة الموقف الأمريكيّ من إعلان إسرائيل ضمّها للجولان السوريّ المحتل.

ونقلت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة عن مصدرٍ رفيعٍ في البيت الأبيض إشارته إلى الرفض الأمريكيّ، مُضيفًا إنّ اقتراح نتنياهو المبني على ما قال إنّه زعزعة الاستقرار في سوريّة جرّاء الحرب الأهلية الدائرة هناك، لا يُغيّر من موقف واشنطن التي تُعارض ضم إسرائيل للجولان، بحسب وصفه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى