تكافلنا كيف يكون ؟

خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )

قالوا متى أمّ القرى نلقاكِ ….. الشوقُ يعصرنا لطيبِ ثراكِ

شُدّتْ إلى البيت العتيقِ رحالُهم ….. الروحُ قبل الأضحياتِ فداكِ

كل الجفونِ مريرةٌ عبراتها …..إلا دموعَ البيتِ ما أحلاكِ

يا ماءَ زمزم سلسبيلٌ عينُهُ … غِيضتْ جميعُ عيونِنا لولاكِ

يا كعبةً عبقُ الطوافِ معلّقٌ … بستارِها منذ الخليل بناكِ

الله صوّرها بأزكى موضعٍ … أنّى تقلّبت الوجوهُ تراكِ

يا للطوافِ وما بهِ من نفحةٍ …. قد أذهلت روحي عن الإدراكِ

عرفاتُ يا شمسَ المناسكِ أشرقتْ … أبداً سيبقي في الدروب سناكِ

هل في كتابك حجةٌ مبرورةٌ … لو لم يكن لكِ غيرها لكفاكِ

” الشاعر محمد أيوب “

كم يتحرّق الفؤاد شوقاً لبيت الله الحرام ولطيبة النور على ساكنها أفضل الصلاة والسلام !! ولا ألوم من يبذل الغالي والرخيص لزيارة تلك البقاع الطاهرة ..!!
لكن متى نعي ديننا بحق ؟؟ متى نعرف كيف نوازن بين ما تهواه أنفسنا وبين المصلحة العامة للناس ؟؟
( طبعاً أنا أخاطب من حج قبل هذا وسقط الفرض عنه ) .

متى نكون متكافلين معاً ؟؟ متى نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ؟

أتعجب كثيراً ممن يريد الذهاب للمرة السادسة أو السابعة للحج وخاصة في أزماتنا هذه !! إن كان من أهل الشام أو من غيرها ؛ وأود أن أطرح عليه سؤالاً وحبذا أن يُجيبني أحدهم: لماذا تريد الحج ؟؟ الجواب واضح !! هو الثواب والأجر العظيم وإرضاء الخالق عزوجل …

سؤال آخر: ماذا فعلت وقدمت من صور التكافل الاجتماعي الإنساني ؟؟

ستقول لي: كيف وماذا تعني بكلامك ؟؟

أعرف الكثيرين ممن يخرجون للحج المرة تلو المرة وفي أقاربهم من هو في حاجة شديدة ماسّة لأمور شتى !!!

أليس الثواب الأعظم والأجر الأكبر لو زوجت شاباً وعففته بهذه النقود ؟؟ شاباً يطلب الزواج وهو يعمل لكن عمله لا يكفي للإقدام على الزواج !!

أليس حري بك أن تقف مع أمتك بهذه المحنة فتحوّل هذا المال لإعانة من فقدوا المُعيل في هذه الحرب الشرسة أو لربما فقدوا المأوى بل منهم من فقد كل شيء !!!

أشعر أن الله عزوجل ينظر إلينا ماذا نحن فاعلين ؟؟ ماذا سنقدم ؟؟ أين نحن من عمارة الأرض ومن كلمة الإنسانية ؟؟؟

*ماذا لو قمت بمشروع صغير بهذا المال وقمت بتشغيل الناس لتحصل على قوتها بالحلال ؟؟

* ماذا لو ساهمت بإتمام مراحل تعليمية لشباب وشابات وتكفلت بهم حتى التخرج … والله أعرف الكثيرين ممن ترك العلم في ظل هذه الأزمة ليعمل ويكسب قوته فماذا لو ساهمت في نهضة أمتك من جديد ؟؟

* زرتُ وعاينت أناساً تسكن بيوتاً من الأحجار فقط !! بيوتاً تفتقر لأبسط متطلبات الحياة ( لصنبور ماء ) !! ماذا لو زرتهم وبذلت هذا المال لمساعدتهم !!

*ماذا لو ساهمت في إنقاذ طفل من الضياع والتشرد وبإنقاذه أنت تنقذ نفسك من أمور كثيرة دون أن تشعر قل لي لماذا ؟؟ لأن إنقاذك هذا الطفل يعني أنك أغلقت باباً من السرقة والجرائم سيفتح عاجلاً أو آجلاً !!

فهذا الطفل الذي بقي في الشوارع ليل نهار ليكسب المال بأي طريقة سيأتي اليوم الذي سيكبر وربما سرقك بأي طريقة أو اعتدى عليك !!

ماذا لو ماذا لو ماذا لو …… هناك مئات الصور.

في قلبي نداءات حرقة لكل الأمة الإسلامية متى نفهم ديننا ؟ متى نعي ؟؟ متى نطبّق ؟؟

أعلم أن الكلام لن يعجب الكثيرين لكني أحببت أن أبلغ وسأستمر علّي أجد من يشد على ساعدي !!

وأكاد أقسم أن هذا مما يرضي الله عزوجل عنك ويفتح لك أبواب الخير عندما تعرف كيف تنفق ما استخلفك الله فيه وتساهم في عمارة الأرض.

فانظروا إخواني بالله عليكم لفقه الأولويات ؛ نحن في أزمة وأزمة خانقة على معظم الناس فليكن لك دور وبصمة ولو باليسير في خدمة أمتك !! وصدقوني الذي تريدون الحصول عليه هناك ستحصلون عليه هنا وأكثر فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

وأود أن أذكرم أن سيد البشرية وسيد ولد آدم أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يحجّ إلا مرة واحدة لحكم لا تعد ولا تحصى.

وأختم بأحد الأحاديث النبوية الرائعة في هذا المجال فتأمل كل حرف فيه ثم خذ قرارك !!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا …… ))

أحب الأعمال إلى الله !!!!!!!!!!!!

لكم مني أجمل التحيات

* مدربة تنمية بشرية

www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى