علاقات اجتماعية

خلافات بين السوريين على تربية الحيوانات في المنازل !!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة : لم تستطع الحرب كسر بعض الظواهر والعادات الاجتماعية عند السوريين في أغلب المناطق، فإذا كانت الإلفة بين الناس قد تراجعت، فإن الإلفة مع الحيوانات الأهلية والأليفة لاتزال موجودة، ومن بين هذه الأنواع من الإلفة : تربية الحيوانات مثل القطط والكلاب في المنازل ، وهي ظاهرة وصفتها إحدى الصحف المحلية بإحدى “الثقافات الجديدة التي باتت تجتاح مجتمعاتنا، وبدت تظهر بشكل لافت في السنوات الأخيرة” ، واختصارا ففي كثير من بيوت الدمشقيين تنتشر القطط المنزلية النظيفة التي تنام عند الظهيرة بكسل على أسرة البيوت وكأنها عنصر من عناصر البيت!

وقد راحت ظاهرة أخرى، كانت محدودة، تنتشر من جديد وهي تربية الكلاب مما دفع الجهات المختصة إلى تخصيص ضريبة لتجول الكلاب مع أصحابها في الطرق العامة مقدرها 20 ألف ليرة سورية سنويا !

صحيفة البعث السورية، انتبهت إلى هذه الظواهر. فنشرت استطلاعا للصحفي دريد علي سلوم حول الموضوع، ” إذ بدأت بالانتشار بشكل لافت.  كما والتبرير جاهزٌ، كونها تمتلك صفات خاصّةً غير متواجدة عند الجنس البشري، باعتبارها تتصف بالروعة بأشكال وطبائع وألوان وسلوكيات مختلفة وما إلى ذلك، “وأوضحت الصحيفة أن البعض يقتنيها، إمّا من باب العطف، والمحبة. أو لغاية الهواية، والتفاخر بها. والبعض الآخر ربّما للمتاجرة بها، وكسب الربح من خلالها. وفي الجانب الأخير يمكن ملاحظة انتشار محلات خاصة لتربية الحيوانات الأليفة وبيعها أو شرائها ..

تقول صحيفة البعث:

“بالنسبة لكلّ المربّين يرون فوائد عديدة في التربية، منهم من يرى فيهم وسيلة للدفاع عن المنزل والحراسة، وهذا غالباً في المزارع، والمنازل المنعزلة، ومنهم من يرى فيها وسيلة لجذب المعجبين، وهذا ما يحصل لدى العديد من الشبان في جولاتهم المسائية في الحدائق، والطرقات العامة، والبعض راح إلى أهمية وجود حيوانات في المنزل، وخاصّةً القطط والطيور، كونها وسيلة جيّدة لإضفاء حيوية، وحركة في المنزل، إضافةّ إلى ما أسماه البعض بالحسنات التي يكسبونها من الاعتناء بالحيوان، والاهتمام به، فالحيوان كائنٌ ضعيفٌ، ويحتاج لمن يرعاه، ويهتم به، كما يرى البعض أنّها تملأ أوقات الفراغ، ومنها العاطفي، والأسري، والاجتماعي.. ”

واقعيا ،

فإن كل ظاهرة من هذا النوع تتبعها بالضرورة، المسائل الخدمية المتعلقة بها، وعلى ذلك فثمة من يختص بتلقيح الحيوانات الأليفة، وثمة من يختص بقص صوفها ((الكلاب الصغيرة)) ، وثمة من يصنع لها طعامها، أما من جهة النفايات التي تصدر عنها، فقد استثمرته المحافظة بفرض ضريبة على التجول بالشوارع لأن ذلك يؤدي إلى انتشار هذه النفايات .. !

ولأن وسائل التواصل الاجتماعي تحشر نفسها في كل الأشياء من حولنا، كان لها حصة في تبادل المعلومات حول هذه الظاهرة. وانتبهت الصحيفة إلى ” وجود صفحات عديدة على الفيسبوك تهتم بتربية الحيوانات. والتسويق لها، ويمكن من خلالها تبادل الخبرات، والمشورة حول كيفية تقييم الحالة الصحية للكلاب، أو القطط، أو حتى معرفة فيما إذا كانوا يشتكون من أمر ما، إضافة للترويج، والبيع، والسمسرة، وتقييم الأسعار، ومعرفة الأنواع، وسبل وكيفية الاهتمام والاعتناء..”وأدى وجود هذه الصفحات إلى تبادل وجهات نظر تدل على الخلاف حول الظاهرة، فالعصافير لها مشاكلها، والطيور لها مشاكلها، والكلاب تثير غضب المتدينين، والقطط تثير غضب الأهل لأنها تسبب العقم ، والبعض من قبل من يهتمون بالحيوانات ينظرون إليها من زاوية” فعل الخير، وكسب الأجر، والثواب، إضافة للدلالة على مواقع العيادات البيطرية، واللقاحات اللازمة..”

الدكتورة رشا شعبان اختصاص علم اجتماع قالت في هذا الموضوع :

إنّه لابدّ من أن نعترف، ونقرّ بأنّ تربية الحيوانات الأليفة هي ظاهرة حضارية. وحالة إيجابية، وليست سلبية. وهي حالة تحتاج لجهدٍ، وصبرٍ، وخاصّةً أنّ ذهنية المجتمع العربي ليست مهيأة للتعامل مع هكذا ظاهرة. لأنها لا تنظر إليها كحالة إنسانية، موضحة أنه بقدر ما يستطيع الإنسان أن يتعامل مع الحيوان الأليف، سيكون لديه مستوى عال من الرقي والإنسانية، وبالتالي فهو إنسان يحمل قيماً إنسانية عالية، مشددة على أن الوجود الحيواني لا يغني عن التواصل مع البشر، وإلا سيعد ذلك هروباً من المجتمع، وشعوراً بالخيبة والخذلان.

رغم كل ما سبق، توضح الصحيفة أن الغالبية يرون أن الحيوانات، وبسبب سلوكها الغرائزي، تنقل الأمراض، والأوساخ، والقاذورات. والفضلات، والمضايقات، والإزعاجات إلى المنزل المتواجدة فيه. والجوار، لأن هذه المخلوقات تؤدي وظيفتها بشكل غريزي. برأي المهندس محمد حسن، رئيس تحرير مجلة الموارد: إن الحكمة تقتضي أن نحب من يصافينا الود من أبناء جنسنا، واسم (اللطف) لا يقوم إلا بين الأفراد العقلاء!.

وماذا عن الشرع وموقف الدين بهذا الموضوع “

يشير مدير أوقاف ريف دمشق الدكتور خضر شحرور إلى أن الشرع أجاز تربية الحيوانات الأليفة، بشرط أن ترعَى وتعتَنَى بها. ولا تترَك حتى تموت. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذّبَت في هِرّة سجنتها حتى ماتت، فدخلت بها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض..

أما الكلاب. فبحسب مدير أوقاف ريف دمشق، لا تجوز تربيتها في البيوت. ويَجوز أن تربّى للماشية، وحراسة الزرع. ونحو ذلك مما أباحته الشريعة. كما أن اقتناء الكلب لغير الحاجة لا يجوز. لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتُقص من أجره كل يوم قيراط، فالمأذون في اتخاذه نصاً هو كلب الصيد، والزرع، والماشية. وإذا علمت أن الراجح هو جواز اتخاذ الكلب للحراسة، فاعلم أن ضابط ذلك هو وجود الحاجة، ولا يجوز بعدمها!.

موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى