الخطر يتهدد آخر واحات الاستقرار في الشرق الأوسط

نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا كتبه إيغور سوبوتين، عن العمليتين الإرهابيتين في إيران ومقاطعة قطر، أشار فيه إلى تفاقم الصراع من أجل زعامة المنطقة.

كتب سوبوتين:

أظهرت الأزمة الدبلوماسية في الخليج، والهجمات الإرهابية التي أعقبتها في إيران، أن آخر نقاط الاستقرار في الشرق الأوسط مهددة أيضا، وأن الولايات المتحدة، التي راهنت على المملكة السعودية، كانت هي العامل الحافز على قلقلة هذا الاستقرار.

فبعد الفضيحة حول قطر، أذهلت الجميع الهجمتان الإرهابيتان، اللتان أعلن “داعش” مسؤوليته عنهما، على البرلمان الإيراني وضريح آية الله الخميني. وقد أوضح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمته أمام البرلمان دوافع الإرهابيين بالقول إن “إيران دولة نشطة ومركز فعال في محاربة الإرهاب، لذلك يحاول الإرهابيون تقويض نشاطها”.

وبحسب الخبراء، يبدو أن هذين الهجومين جاءا نتيجة للهجمات الإعلامية التي يشنها “داعش” ضد إيران منذ عدة أشهر. وعموما تزداد الضغوط على إيران ليس فقط من جانب الإرهابيين، بل ومن جانب منافسيها على الزعامة الإقليمية. وقد أصبحت المقاطعة الدبلوماسية لقطر من قبل جيرانها ردا على سعي الدوحة لتطبيع علاقاتها مع طهران.

وقد لوحظ التوتر في العلاقات بين قطر وجاراتها منذ فترة بعيدة قبل هذه المقاطعة. بيد أن القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت إعلان وكالة الأنباء القطرية عن نية أمير البلاد تعزيزَ العلاقات مع طهران، ولم تُجد نفعا إزالة النبأ واعتباره من صنع أيدي الهاكرز، الذين تمكنوا من اختراق موقع الوكالة.

يقول المدير العلمي لمعهد الاستشراق الأكاديمي فيتالي نعومكين إن “أزمة قطر هي انعكاس لقضايا إقليمية معقدة ومضطربة، تشمل الشرق الأوسط، والتي تظهر نتيجة انهيار بعض المنظمات الإقليمية، بسبب تفاقم الصراع بين مختلف القوى السياسية والإقليمية المتنافسة، وكذلك تفاقم الصراع الطائفي والديني، وفي مشكلة السيطرة على الموارد لتعزيز نفوذها وتعزيز المصالح الجيوسياسية للاعبين الدوليين. كما أن أزمة قطر تستند إلى المواجهة التاريخية الطويلة بين دول الخليج. ولكن تأزمها مرتبط بالعمليات ذات الطابع الشمولي للمنطقة”.

وبحسب نعومكين، فإن هذه الأوضاع المعقدة في المنطقة تتزامن مع أزمة هوية شعوب الشرق الأوسط وفشل مشروعات تكاملها، ويضيف أن “أحد نماذج التكامل هو تعاون ملكيات الخليج في إطار مجلس التعاون الخليجي”. وإن الهجمتين الإرهابيتين في إيران هما دليل على أن “ثبات الدول الأكثر استقرارا في المنطقة تعرض لتآكل وتهديدات خطيرة”. وأضاف الخبير أن “هذا ليس مرتبطا بأزمة قطر. بل هو نتيجة للمنافسة بين قوى معينة سنية ذات توجه أصولي وإيران القاعدة الشيعية، وبروز التناقضات بين إيران ودول الخليج، التي حصلت على دعم بعد زيارة ترامب إلى السعودية”، كما يرى الخبير.

وبحسب فيتالي نعومكين، فإن هذه الأزمة لن تستمر طويلا، وسوف تحافظ دول الخليج على تحالفها بهذه الصورة او تلك. ويضيف أن ازدياد معاداة إيران في المنطقة، مرهون بخطوات طهران السياسية اللاحقة في لبنان والعراق واليمن وسوريا، وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج، – كما ذكر نعومكين.

هذا، ولقد كتب دونالد ترامب في موقعه بشبكة تويتر أن جولته في المنطقة بدأت “تؤتي ثمارها”، وأعرب عن أمله بتوقف تمويل الإرهاب.

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى