علاقات اجتماعية

معـانـاة مـواطن -2-

معـانـاة مـواطن -2- سقطت الذرائع الواحدة تلو الأخرى حتى انه لم يبقى في ثبوتياتها أية حجة قابلة للمناورة أو التصديق فالقائمون على المؤسسات و الدوائر الخدمية لا هم لهم سوى البقاء في أماكنهم متذرعين بأنهم يقومون بخدمة المواطن، و المواطن منهم براء .
فهم يتدربون ليلا و نهارا متشبهين بالغيارى على مصالح المواطنين ، يوهموهم بكلامهم المنمق و ابتساماتهم العريضة بأنهم الحق عينه.

فكلمة موظف دائما ما ارتبطت في عقولنا بالاختلاس أو الرشاوي ، وهي من الظواهر التي عرفت منذ الأزل ،و مرتكبيها كان ينظر لهم نظرة دونية ، كافية لتضعهم أسفل سلم التوصيف الأخلاقي.
و مع تطور الحياة الأقتصادية و ازدياد الإنفاق الإستهلاكي و تنوع الحاجات و الكماليات ، ازدادت ظاهرة الرشاوي و انتشرت على نطاق واسع في العالم .

لكن ما يهمنا الأن الوضع الكارثي الذي مني به عالمنا العربي وسوريا تحديدا ، فنتيجة لهذه الحرب الشرسة سقطت كل الأقنعة و بات كل شيء مباح، و نتيجة لتدني المستوى الاخلاقي و الديني ازدادت هذه الظاهرة ، من قبل أناس أستغلوا قلة الرقابة و عدم المحاسبة ، ما ألقى على كاهل المواطن تبعات مالية كثيرة .

هي لم تعد مقتصرة على القطاع العام فقط. او بنوع معين بل وصلت للقطاع الخاص أيضا فأضحت كالفيروس الذي يدمر خلايا المجتمع بكل طبقاته و مستوياته، فالرشوة أصبحت الفكر السائد الذي ينخر مجتمعاتنا ، و التي لها عدة وجوه وطرق و سماسرة مختصين بها.
وأصبحت واضحة المعالم أكثر و تطلب بطرق مباشرة. فالمرتشي يهمس بمكر الثعلب مدركا تماما لهفة صاحب الطلب. قائلا دون الدخول في المقدمات للموضوع : انا أعرف و أدرك و أخذ و أعطي شرط أن تأخذ بالحسبان المبلغ كذا و سيكون لك ما تريد …

معـانـاة مـواطن

المرتشون لا يختلفون عن تجار الحروب أو حاملي السلاح. وما استغلالهم للأزمات المتتالية التي نعاني منها نتيجة ظروف معينة. و فقدان الأساسيات التي يحتاجها المواطن من ماء و كهرباء ووقود إلا خير مثال على ذلك.

فالرابح الأكبر يكون بمن يمتلك عدد من المعارف ذو الشأن الكبير. أو الذي يدفع مبالغ مالية أكثر .

التشوه في هذه الحرب المؤسفة ليست بالدمار الهائل أو العدد الضخم من الشهداء أو المهجرين فقط . التشوه للأسف يكمن في ذات الإنسان المستغل لحاجة أخيه الإنسان.

و لو أبحرنا قليلا بكيفية توزع الثروات و شراء العقارات . نجد أن هناك طبقة جديدة ظهرت للسطح. لا هي من رجال الأعمال ولا من التجار التقليدين …بل هي طبقة جديدة هلامية الشكل. لا لون لها و لا طعم ولا رائحة…

و السلام على من يفهم الكلام!!

موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى