يوسف شعبان: الشرير الذي أحبه الجمهور

ينتمي يوسف شعبان إلى جيل ذهبي تمتّع بالموهبة وكرّس حياته من أجل الفن الذي لم يكن ممراً للشهرة والنجومية فقط.
وبعد مرور سنوات على أعماله، ما زالت الشاشات تتنافس على عرضها، لأنّ رهانها يبقى دائماً على حنين المشاهد لمتابعة أدواره في السينما كما في التلفزيون.

خاض مسيرة درامية بلغت نحو 90 مسلسلاً، قدم خلالها أدواراً متنوعة من شهريار في «ألف ليلة وليلة»، الى ابن البلد في «ليالي الحلمية» فالمعلم صاحب المبادئ في «الحقيقة والسراب»… ولعل أشهر أدواره هو سلامة فراويلة في «المال والبنون»، إضافة الى أدواره في «الشهد والدموع» و «عيلة الدوغري» و «الضوء الشارد» والمسلسل التاريخي «أوراق التوت» (2015). وعلى رغم أنه اشتهر في أداء دور «الشرير»، حظي يوسف شعبان بحب الجمهور الذي لا يملّ مشاهدة أعماله المنتقاة بعناية.

إضافة الى التمثيل، انخرط شعبان في العمل النقابي، إذ تولى منصب «نقيب الممثلين» لدورتين متتاليتين منذ العام 1997 حتى 2003.
ويبقى دوره كضابط في المخابرات المصرية في مسلسل «رأفت الهجان» محفوراً في أذهان جمهوره، بحيث جسد شخصية محسن ممتاز عبر المسلسل الشهير الذي شاركه بطولته النجم الراحل محمود عبدالعزيز، فشكلا معاً ثنائياً ناجحاً.
وعلى رغم مرور 30 عاماً على إنتاج الجزء الأول منه في العام1987، ما زال يحوز هذا المسلسل الإعجاب، وقد تم تحويله ليغدو صالحاً للبث عبر الإذاعة.

عن هذه المسيرة تحدّث الفنان يوسف شعبان الى «الحياة» بحنين جارف. توقّف عند دوره في «رأفت الهجان» وعلّل سبب رسوخه في أذهان المشاهدين قائلاً: «أعتبر شخصية محسن ممتاز من أهم الشخصيات التي جسدتها. أحببت الشخصية وعايشت تفاصيلها.
هو رجل يرمز للوطنية، ولأنني أعيش الدور ولا أمثّله، أديت هذه الشخصية بصدق بالغ، وهذا ما أفعله في كل أدواري. فأنا لا أوافق على التمثيل في عمل ما إلا بعد قناعة كاملة بالدور والنصّ. وقد سادت فريق العمل روح المحبة والمودة والاعتزاز، ما انعكس على العمل. فجمعتني منذ حينها صداقة كبيرة بالراحل محمود عبدالعزيز حتى وفاته، وكنت أشعر بالمسؤولية تجاهه وأتعامل معه كما لو كان ابني أو أخي الأصغر، لاسيما أن «رأفت الهجان» كان يتم تصويره خارج مصر أحياناً، وساد بيننا الاحترام المتبادل، وربما أسهمت تلك العوامل في نجاحنا كـ «ثنائي» فريد من نوعه، إذ كانت قصة حب وارتباط بين رجلين التقيا على حب الوطن، فكان الجمهور يتشوق ويترقب اللقطات والمشاهد التي تجمعنا سوياً».

وعما إذا كان يُحضّر لعملٍ درامي جديد قد يخوض فيه السباق الرمضاني المقبل أجاب شعبان: «لن أشارك في أعمال قريبة لأنني آثرت أن أحصل على فترة موقتة من الراحة. وقد تنتابني حالة من العزوف أحياناً، لكن سرعان ما أتخلص منها حين يتغلب شغفي بالفن على رغبتي في الابتعاد فأعاود العمل مجدداً.

وأنا أؤمن دائماً بأهمية أن تسود الأجواء الأسرية والعائلية روح العمل وكنت أتعامل دائماً بهذا الشكل، وهذا ما فعله من سبقونا فكانت الأعمال الفنية متقنة. وعن تجاهل بعض الفنانين الكبار وسط تصاعد نجومية فنانين شباب، يقول شعبان: «قد يحصل الأمر أحياناً، لكنّ الفنان المحبوب يظل يحظى بتقدير الجمهور مهما مرت السنوات لإدراكه أنه بذل مجهوداً وسنوات طويلة من أجل إمتاعه. وجاء تكريمي منذ عدة شهور عبر «مهرجان الإسكندرية الدولي» في وقته المناسب تماماً، إذ كنت أعاني من روح معنوية منخفضة وحالة من الاحباط زالت بفعل هذا التكريم».

وأضاف في هذا السياق: «لا أرى أن الدولة تقصر في حق الفنانين الكبار، لأن لديها ما يكفي من مشكلات تثقل كاهلها، والرئيس ألتمس له العذر. لكنّ المشكلة تكمن ربما في غياب وجود وزير للإعلام، بحيث آلت بعض الأمور إلى الفوضى. فالوزير كان يتحسس نقاط الضعف في الأعمال الفنية ويتابع إنتاج الأعمال التلفزيونية التي تستوعب كافة الفنانين بمختلف أعمارهم، أما الآن فصار الإنتاج ضئيلاً ولا يستوعب الجميع، لذا قد تنتاب كثيراً من الفنانين حالةٌ من الإحباط بفعل انقطاعهم عن العمل».

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى