أيهما الأطول عيشاً.. قصص الحب أم علاقات التفاهم؟
قد نعيش قصص الحب ، أو قد يعيشنا الحب، ولا نتمكَّن من الانفصال عن مشاعرنا، أو العيش دون أن تدق قلوبنا وتنبض بهذا الشعور السامي. والحب مثل الزئبق لا يمكن أن نلمسه، أو نمسكه، ولأنه ليس منصفاً، لذا نادراً ما نجد زوجين ، يحبان بعضهما بالقدر نفسه، فدائماً ما يكون أحدهما أكثر حبَّاً من الآخر، وهو الشخص الأضعف في العلاقة في كل شيء لخشيته أن يخسر حبيبه.
وتقول الأساطير: إن أغلب علاقات الحب لا تعيش طويلاً. بل إن القصص المبنية على تفاهم الطرفين، أو انسجامهما هي الأفضل في الحب. لذا ناقشنا منتصر نوح، الاختصاصي النفسي، حول الموضوع للاستفهام عن رأي العلم. فقال: إن الحب شيء عظيم، وشعور لا يمكن وصفه. أو التخلي عنه. أو العيش دونه حتى إن تسبَّب في إحساسنا بالألم والحزن. وإذا ما قارنَّا العلاقات الزوجية المبنية على الحب وتلك القائمة على التفاهم، فسنرى أن الأخيرة هي التي تعيش وتبقى فترة طويلة. وذلك لأسباب عديدة، منها:
– علاقات الحب دائماً ما ترتبط بالألم.
فعذاب الحب غريزة أساسية في هذا الشعور، وغالباً ما تنهار العلاقة عندما يفوق الألم قدرة المحب على التحمل، عكس العلاقة المبنية على التفاهم، وأساسها العقل، حيث إن كل طرف فيها يستطيع بسهولة فهم الطرق الآخر واستيعابه.
– الاستيعاب والاحتواء في الحب أمر صعب.
فلكل شخص طريقة يرغب في أن يحِب. أو يحَب بها. وليشعر الطرف الآخر بالحب، يحتاج المحب إلى القدرة على العزف على الوتر المناسب في القلب لتخرج منه أعذب الألحان. ويشد حبيبه إليه، وهو أمر صعب غالباً. مثل حل مسائل اللوغاريتمات في الرياضيات. أما فهم شخص ما فهو أمر سهل نوعاً ما بتعلم متى يجب أن تقترب منه. ومتى عليك أن تبعد.
– التفاهم سيصل بك إلى الحب:
إذا وجدت شخصين متفاهمين فحتماً سيكونان مرتاحين في علاقتهما، بالتالي سيصل بهما هذا التفاهم إلى الحب، على أننا كثيراً ما نجد شخصين يحبان بعضهما، ولا يتمكَّن أيٌّ منهما من فهم ما يريده الآخر، ما يتسبَّب في قتل الحب.
– العلاقة المبنية على التفاهم، تكون الخلافات فيها أقل.
لذا تعيش طويلاً، لأن الطرفين قادران على استيعاب بعضهما، وحل ما يواجههما من مشكلات دون تصعيدٍ للمواقف. أو اضطرارٍ إلى الخصام. أو الهجران. عكس الحال مع المحبين. حيث نجد عدم التفاهم قائماً، والدخول في شجارات كثيرة. والهجران أياماً طويلة أمراً عادياً. لمحاولة أحدهما فرض رأيه على الآخر. لا ينتهي هذا النزاع بحل وسطي يرضي الطرفين، بل دائماً ما يبحث الطرف الأقوى في العلاقة عن فرض رأيه على مَن يحب أكثر.
– الحب دائماً ما يكون مهدداً بالموت.
إذ غالباً ما يريد أحد الطرفين أن يأخذ فقط دون أن يضحي، أو يعطي. متناسياً أن الحب في حاجة إلى الاهتمام من كليهما لكيلا يموت. مثل النبتة التي تذبل عندما لا تجد الرعاية الكافية. أما العلاقة القائمة على التفاهم فتكون أرقى، حيث يتفهم كل طرف احتياجات الآخر، ما يجعله يبادر في تنفيذها وتوفيرها.