علاقات اجتماعية

الحب حين يخنق الشريكين.. هكذا تعيد الحياة إلى العلاقة قبل أن تموت

الحب حين يخنق الشريكين..  عندما يكون الحب جزءاً من العلاقة الزوجية فإن الصورة العامة يمكنها أن تسير باتجاهين، الأول هو الفتور التدريجي وصولاً إلى مرحلة البرودة العاطفية أو يمكن للحب أن تزيد حدته ويتحول إلى تعلق شديد. التعلق الشديد بالآخر ورغم أنه قد يبدو مغرياً بحكم أنه يجعل العلاقة أكثر شغفاً إلا أنه يمكنه وبسهولة تامة أن يخنق الشريكين أو أحدهما، وبالتالي تصبح المشاعر تلك أكثر من القدرة على التحمل أو التعامل معها، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى موت العلاقة.

قبل الحديث عن إعادة الحياة إلى العلاقة التي يخنقها الحب، من الأهمية بمكان التعرف على الطرف الذي يمارس فعل الخنق، ولاحقاً يمكن الانطلاق وبجدية نحو حل المشكلة.

محور الاهتمام:

عندما تقع في الحب فإن الآخر يكون محط اهتمامك، وبالتالي تقوم بكل ما بوسعك من أجل جعله سعيداً، كما أنك تفكر به طوال الوقت. ولكن حين يكون الحب من النوع الذي يخنق الشريكين فإن محور الاهتمام يكون أنت لا الآخر. بطبيعة الحال الآخر مهم ولكن من منظور مختلف، بحيث تكون أهمية الآخر ترتبط بمدى قدرته على إشباع حاجاتك العاطفية، وبالتالي ما يحتاج إليه الآخر يتم تجاهله.

عادة الحب التملكي

هذا ينبع من الخوف من فقدان الشريك أو من الخوف من عدم القدرة على المضي قدماً في حال قرر الآخر التخلي عنك. وبالتالي يخيل للشخص بأنه من خلال خنق الآخر بالحب فهو يرغمه على الاستمرار بالعلاقة.

التواصل حين يزيد عن حده:

بطبيعة الحال التواصل الدائم من الأمور الأساسية والهامة من أجل استمرارية العلاقة ولكن أحياناً يزيد عن حده. التواصل النابع من الحب الطبيعي هو عبارة عن اتصال أو رسالة أو أحاديث متفرقة من أجل إبلاغ الآخر بأنك تفكر به أو من أجل مشاركة ما حدث خلال النهار. ولكن التواصل النابع من الحب التملكي هو من أجل معرفة ما الذي يقوم به الآخر في كل لحظة من نهاره، وذلك لحاجة السيطرة على خططهم وعلى مجريات يومهم.

الحاجات والرغبات:

في الحب يقوم كل من الطرفين بتلبية حاجات الآخر العاطفية فهناك الأخذ والعطاء، أي التوازن المثالي بين ما يحتاج إليه كل طرف وبين ما يرغب به. ولكن في الحب التملكي الذي يخنق فإن الحاجات لا يتم إشباعها مهما قدم الآخر. هناك المطالبة بالمزيد دائماً وكأن هناك نهم لا يمكن إشباعه على الإطلاق.

كيف تصلح العلاقة قبل أن يخنقها الحب؟ 

بعد التعرف على المشاعر وتحديد الطرف يمكن القيام ببعض الخطوات التي يمكنها أن تمنع الحب من خنق العلاقة وقتلها.

حديث صريح:

في حال كنت تشعر بأنك محاصر بحب الآخر، فلقد حان الوقت لحديث صريح حول ما يحدث. بطبيعة الحال المحادثة لن تكون سهلة وقد تواجه الكثير من الإنكار. ولكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى الخلل هذا. وما هو أهم هو الإشارة إلى أنك تجري هذه المحادثة. لأن ما يهمك هو استمرارية العلاقة.

البحث عن الأسباب:

في حال كنت أنت الطرف الذي يخنق الآخر بحبه عليك أن تبحث عن الأسباب التي تجعلك تقوم بذلك. وفي حال كان الآخر يقوم بذلك، فعادة الأسباب تنبع من الخوف من التعرض للهجران أو مشاكل تتعلق بعدم القدرة بالوثوق بالآخر أو حتى ربما مشاعر انعدام الأمان في العلاقة.

وضع الحدود:

النقطة هذه لن تكون سهلة، لأن أي طرف يقوم بعملية خنق الآخر بحبه سيشعر بأنه مجروح وبأن حبه يتم رفضه. لذلك مجدداً ومع كل خطوة يجب التأكيد مراراً وتكراراً بأن الغاية هي إنقاذ العلاقة التي تتمسك بها وبشدة. هنا يجب تحديد التصرفات المقبولة من غير المقبولة.. مثلاً التصرفات غير المقبولة هي ردات الفعل الهستيرية حين لا ترد على اتصالها أو رسائلها بسرعة.

المساحة الخاصة الصحية:

إن كان وضع الحدود صعبًا فإن هذه المرحلة هي أصعب بأشواط. هنا وبغض النظر عن الطرف الذي يقوم بخنق الآخر بحبه يجب الحديث عن حصول كل من الطرفين على مساحته الخاصة. على الرجل أن يقوم بنشاطات بمفرده بعيداً عن الشريكة كما عليها أن تقوم هي بذلك. بداية ومن أجل عدم جرح مشاعر الطرف  الآخر يفضل أن يصار إلى القيام بالنشاطات بعيداً عن الآخر في الوقت عينه. مثلاً حين تمضي بعض الوقت مع الأصدقاء بعيداً عنها هي تقوم بالأمر نفسه في الوقت عينه.

التعاطف والتفهم:

بطبيعة الحال الحب التملكي ورغم كونه من نوع الحب الذي يخنق الشريكين أو يخنق الآخر، ولكنه نابع من نية صافية. لذلك يجب وقبل القيام بأي تصرف، أن يضع الشخص نفسه مكان الآخر. بطبيعة الحال ليس المطلوب السماح لمن يعاني من الحب التملكي أن يتلاعب بالآخر ولكن يحب أن يكون متفهماً.. فالمشاعر هنا خارجة عن السيطرة.

التأكيد على الحب:

خلال مسار عملية «الإصلاح» هذه يجب التأكيد وفي كل خطوة بأن الحب موجود وبأن الغاية من كل ما يحصل هو تحويل الحب التملكي إلى ما هو صحي. الحاجة لتطمين الآخر ضرورة لأنه إن شعر ولو لوهلة بأن ما يحصل هو نتيجة لعدم الحب فإن التمسك والتعلق بالآخر سيصبح أضعافاً مضاعفة.

اللجوء إلى العلاج النفسي:

في حال لم تنفع أي من الخطوات فإن اللجوء للعلاج النفسي يمكنه أن يحل هذه المشكلة.

مجلة سيدتي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى