إياد ناجي يضيء على ‘حوادث قصر العنكبوت’
صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب في يوليو/تموز الماضي رواية “حوادث قصر العنكبوت” للدكتور إياد ناجي الذي تناول من خلالها واقع دمشق في القرن الثامن عشر بالاستناد إلى كتاب البديري الحلاق الشهير “حوادث دمشق اليومية”، وقد وردت فيها مرارا مقتطفات من المخطوط التاريخي الشهير الذي يوثق لأحداث مهمة وتفاصيل حياة أهل دمشق في تلك الحقبة.
وتقدم الرواية تجربة أدبية فريدة تجمع بين الرعب والغموض، والتاريخ السوري العريق، حيث قال إياد ناجي في مقدمة روايته “استخدمنا في هذا الكتاب لغة الشام الشعبية في القرن الثامن عشر، محاولين استحضار روح تلك الحقبة من تاريخ دمشق واستيحاء لغة ذلك العصر وتعابيره مستخدمين أحيانا عبارات البديري نفسها”.
فاللغة المستخدمة في الرواية تمثل جزءا مهما من تجربتها الأدبية، فقد اعتمد المؤلف على لغة الشام الشعبية في القرن الثامن عشر، وهي محاولة لإحياء روح ذلك العصر، ونقل القارئ إلى زمن دمشق القديمة، بما فيها من تفاصيل ثقافية واجتماعية.
كما تبرز الرواية التعابير الشعبية التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت، وأحيانا يُستعان بعبارات مأخوذة حرفيا من مذكرات البديري الحلاق، ما يضفي على النص نكهة تاريخية خاصة تعزز من مصداقية التجربة الروائية.
وتتميز الرواية بسردها المتقن الذي يمزج بين الرعب والغموض، حيث تتتابع الأحداث داخل قصر غامض يشهد حوادث مريبة، يتمكن الدكتور إياد ناجي من خلق جو مشحون بالتوتر، معتمدا على توظيف الحوادث التاريخية التي تثير فضول القارئ وتربطه بالعالم الواقعي، ما يزيد من إثارة النص.
إذ أن الرواية تشكل مزيجا من الأدب التاريخي وأدب الرعب والغموض، حيث يستخدم الدكتور ناجي مقتطفات من المخطوط الشهير لتقديم سياق تاريخي واقعي للأحداث الغامضة التي تدور في القصر، وهذا المزج بين الواقع والتخيل يخلق عالما يتسم بالتشويق، حيث تتشابك الحوادث اليومية الموثقة مع قصة القصر الملعون والأحداث الغامضة التي تقع فيه.
ولا تعد رواية “حوادث قصر العنكبوت” مجرد قصة عن قصر غامض، بل هي رحلة إلى ماضي دمشق، واستعادة لروح المدينة في فترة زمنية مضطربة، واستكشاف للعوالم النفسية لشخصياتها، فهي تضع القارئ أمام تساؤلات حول الماضي وعلاقته بالحاضر، وتجسد مدى قدرة التاريخ على خلق حالة من الغموض والتشويق إذا ما أُعيد تقديمه بطريقة إبداعية كما فعل الدكتور إياد ناجي في هذا العمل، وفق ما نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).
ميدل إيست أونلاين