الـمـرأة عـبر التـاريـخ
الـمـرأة عـبر التـاريـخ ! منذ أن وجد الإنسان على الأرض كانت المرأة هي من تمثل رمز العطاء و البذل ، و لها الدورالفاعل في الحضارات . لكن هذا الدور مرّ عبر التاريخ بالكثير من الصعود و الهبوط . و النظرة إليها قد تأرجحت بين إعتبارها كائن منحط أشبه بالأشياء منه بالأحياء . إلى إعتبارها شيطان يوحي بالشر و الخطايا ، و إلى كونها سيدة حاكمة و ملكة في أقدارالمجتمع ، أو العاملة المكافحة من أجل أسرتها .
و قد مرت المجتمعات بكثير من التقلبات كانت المرأة هي ضحيته دوما. ففي العصور الوسطى خضعت للتسلط الذكوري ، و أقتصر دورها على كونها ربة منزل و مربية و خادمة لا حول لها و لا قوة . وعملها مقتصر على تربية الأولاد بالإضافة للأعمال المنزلية فقط.
لكن ورغم ذلك فقد ناضلت للحصول على دورها الفاعل في المجتمع . و بسبب بعض الظروف اضطرت للنزول للعمل الميداني فعملت بالمصانع و المزارع . و مع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا كانت هنا بداية التحول الحقيقي في حياتها . خاصة عندما بدأت تخرج حركات إجتماعية نسائية عمالية ، للمطالبة بتخفيض ساعات العمل و الحصول على يوم كامل للراحة. وانتفضت على الظروف الللإنسانية التي أجبرت على العمل بها ، وطالبت بحق الانتخاب و المساواة وحق المشاركة في الحياة السياسية وغيرها.
وهكذا في الثامن من مارس/آذار من كل عام تحتفل نساء العالم باليوم العالمي للمرأة كتقدير لها على كفاحها و صمودها في مختلف نواحي الحياة ، وكان الأسم الأصلي لهذا اليوم هو اليوم العالمي للمرأة العاملة قبل أن تعتمده الأمم المتحدة رسميا في 8 مارس 1975، وتدعو الدول الأعضاء إلى الاحتفال بيوم خاص بالمرأة.
الـمـرأة عـبر التـاريـخ
و مع التقدم و الأزدهار برزت المرأة أكثر و أكثر و لعبت عدة أدوار هامة في المجتمع ، فكانت الطبيبة و المعلمة و السياسية و القاضية . و قفت إلى جانب الرجل كتف بكتف لبناء المجتمع المتقدم و الحضاري فقد قطعت شوطاً شاقاً وطويلاً لتحقيق كل هذه الإنجازات، و كان لزاماً على الجميع الاعتراف بقدرتها وإبداعها في كافة مجالات الحياة، ووجب على من حولها، زوجها، وأبناءها، وأهلها تقديم الدعم والمساندة، لتتمكن من الاستمرار في طريق نجاحها، فلا يستطيع أحد أن يغفل أو يقلل من أهميتها في التطور، و بدونها لا يمكن أن تسير عجلة الحياة فهي نصف المجتمع و شريكة الرجل و سنده .
إلا أنه و مع الأسف و رغم هذا التقدم و التطور هناك بعض المجتمعات مازالت تعامل المرأة على أنها ليست ذات قيمة. فهي بنظرهم مكانها يكون فقط خلف الرجل .
فعانت من التهميش الاجتماعي. مما تسبب في انعزالها وانطوائها وابتعادها عن الحياة الاجتماعية. ما أدى بها إلى أن تكون طاقة مهملة وعضواً مشلولاً غير قادر على الإبداع والعطاء والعمل. والاكتفاء بخدمة المنزل والأسرة، وهو عمل شريف، وتثاب عليه ، ولكن ينبغي أن لا يقتصر دورها على ذلك فقط .
لكن ورغم كل هذه المعوقات ستبقى المرأة تناضل للوصول إلى حقوقها السياسية و الإجتماعية و القانونية كاملة . فهي شريكة الرجل في تحمل المسؤولية ، والمشاركة في البناء الاجتماعي، والتنمية الشاملة، وإنماء المجتمع الأهلي .