الفصائل الفلسطينية تستهدف آليات وجنود إسرائيليين بغزة
أعلنت الفصائل الفلسطينية استهداف آليات عسكرية وجنود إسرائيليين، الخميس، في شمالي وجنوبي قطاع غزة، الذي يشهد حربا مدمرة منذ نحو خمسة أشهر.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في بيانات منفصلة، مساء الخميس، إن مقاتليها دكوا “تجمعا لقوات الاحتلال جنوب حي الزيتون شرق مدينة غزة، بقذائف الهاون”، دون مزيد من التفاصيل.
كما استهدفت القسام دبابة إسرائيلية من نوع ميركفا، بقذيفة “الياسين 105” في حي الزيتون، وفق بيان آخر.
الفصائل الفلسطينية – تدمير ناقلة جند صهيونية بقذيفة “الياسين 105” بمدينة خانيونس
وقالت الفصائل الفلسطينية القسام. إن مقاتليها دمروا ناقلة جند صهيونية بقذيفة “الياسين 105” في منطقة الشيخ ناصر، بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة. وإيقاع طاقم الناقلة بين قتيل وجريح، وهبوط الطيران المروحي لإخلائهم.
من جانبها. قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيانات منفصلة عبر منصة تلغرام. إن مقاتليها “قصفوا تجمعا لجنود العدو في حي الزيتون، بوابل من قذائف الهاون”.
ولفتت أن مقاتليها تمكنوا “من قنص جندي صهيوني في حي الأمل غرب مدينة خانيونس”.
كما أن الفصائل الفلسطينية قصفت سرايا القدس “تجمعا لجنود العدو بمحيط معصرة عاشور، وسط حي الزيتون”. وفق بيان آخر عبر تلغرام.
الفصائل الفلسطينية – استشهاد 100 شخص في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي
الى ذلك استشهد نحو مئة شخص في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق ما أعلنت الخميس وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس. فيما أعربت منظمات دولية عن قلقها من الوضع الكارثي لنحو 2,4 مليون نسمة محاصرين في القطاع الفلسطيني أيضا.
وفي محاولة لكسر الجمود في المناقشات بشأن هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يزور بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إسرائيل بعد زيارته مصر.
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء الحرب إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصبح 2,2 مليون شخص مهددين بالمجاعة في قطاع غزة وفقا للأمم المتحدة.
وبينما خلفت الحرب ما يقرب من 29500 شهيد في قطاع غزة بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس. يعرب المجتمع الدولي عن القلق إزاء مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر.
قبل الفجر، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشر غارات على المدينة. بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. واستهدف القصف أيضا خان يونس على بعد بضعة كيلومترات شمالا. حيث قال الجيش إنه قتل “15 إرهابيا” خلال معارك.
ووفق وزارة الصحة في غزة، أودى القصف خلال أربع وعشرين ساعة بحياة 97 فلسطينيا في جميع أنحاء القطاع المدمر الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال رامي الشاعر (21 عاما) الذي نجا من القصف في رفح “استيقظت على صوت انفجار ضخم مثل الزلزال. نار ودخان وانفجارات وغبار في كل مكان أيضا. سقط جزء من سقف منزلنا وأمي أصيبت، وأخواي محمد وعبد الله واختي مريم أصيبوا واخرجناهم من تحت الردم”.
– تدمير مسجد –
في هذه المدينة، أدى القصف إلى تدمير جامع الفاروق الذي لم تبق منه سوى المئذنة.
وروى محمد أبو خوصة النازح من خان يونس إلى رفح لوكالة فرانس برس “. عند منتصف الليل فجأة وردنا اتصال بإخلاء المكان. استهدفوا الجامع بصاروخين”.
كما وقال أحمد أبو موسى “كارثة… مربع سكني من نصف كيلومتر مربع دمر”.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على شن هجوم بري على رفح. من أجل هزيمة حماس في “معقلها الأخير”. كما وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
في ذلك اليوم شنّت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل. قتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يعتقد أنّ 30 منهم قتلوا، من أصل نحو 250 شخصا خطفوا خلال الهجوم.
ردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.
وبعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا في شمال قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر، وتقدم جنوده جنوبا حتى خان يونس.
ووفق وزارة الصحة في القطاع، استشهد حتى الآن 29410 أشخاص غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر.
ودمرت أحياء بأكملها في القطاع الفلسطيني ما أجبر 1,7 مليون ساكن على النزوح.
وأكد البنك الدولي أن الحرب بين إسرائيل وحماس كان لها عواقب “كارثية” على البنية التحتية في غزة. وتسببت في انكماش اقتصاد القطاع بأكثر من 80% من حوالي 670 مليون دولار في الربع الثالث. إلى 90 مليونا فقط في الربع الأخير.
– “وقف دائم لإطلاق النار” –
يخضع توصيل المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل. ويدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح المصري. لكن نقلها إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.
وأكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء أن “الوضع الصحي والإنساني في غزة لا إنساني ويستمر بالتدهور”، مضيفا “قطاع غزة أصبح منطقة موت”.
في مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، تتواصل المناقشات حول خطة صاغتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنص المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة ستة أسابيع مرتبطة بتبادل رهائن بأسرى فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.
وفي تل أبيب، ناقش المبعوث الأميركي ماكغورك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجهود المبذولة لتحرير الرهائن. كما أكد غالانت “على أهمية تفكيك آخر كتائب حماس في وسط وجنوب غزة”، بحسب وزارته.
إطلاق سراح الرهائن هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي أعلنها بنيامين نتانياهو الذي يريد مواصلة الهجوم على غزة حتى القضاء على حماس.
من جهتها، تطالب حماس بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة أيضا. كما وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 وتوفير مأوى آمن للنازحين.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت الثلاثاء حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف “فوري” لإطلاق النار في غزة.
وهاجم الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود الولايات المتحدة الخميس، قائلا إنه “مستاء” لاستخدامها حق النقض.
وقال كريستوفر لوكيير خلال اجتماع للمجلس “لقد فشل (مجلس الأمن)، اجتماعا تلو الآخر، وقرارا تلو الآخر، في الاستجابة بفعالية لهذا النزاع. لقد رأينا أعضاء هذا المجلس يتداولون ويأخذون وقتهم، بينما يموت المدنيون”.
وأضاف. “إن سكان غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار، ليس عندما يكون ذلك ممكناً، بل الآن. إنهم بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار. وليس فترة مؤقتة من الهدوء. وأي شيء آخر يعد خطأ جسيما”.
صحية رأي اليوم الالكترونية