الموسيقى السيريانية

خاص

في لقاء ثقافي شهده مركز أبي رمانة الثقافي الأربعاء الماضي، تعرف الجمهور الذي تابع محاضرة الباحث الموسيقي شادي سروة على الموسيقى السريانية كفن تاريخي ترك آثاره على الفن الموسيقى التالي، فالآراميون كما يقول الباحث استوطنوا الأنحاء الشرقية من سورية من عهد قديم، وكانت عاصمتهم دمشق ودخلوا سورية في أواسط الألف الثانية قبل المسيح، وأسسوا ملكاً ضخماً بزعامة دمشق وحماة، وأصبحت الآرامية لغة البلاد من ذلك الوقت إلى ما بعد الفتح العربي الإسلامي في القرن السابع بعد الميلاد.

وفي الموسيقى أخذ الآراميون الموسيقى عن بلاد الرافدين ، وكان للسيدات الآراميات حضور خاص في محافل النخبة والقصور الملكية، وتمكن الآراميون من تطوير الموسيقى الدينية الشعبية المعتمدة في الاحتفالات ، فأعطى ذلك صيغة مستقلة لكل مملكة آرامية سورية .

وهناك اختلاف بين موسيقى الشمال وموسيقى الجنوب، حيث كان للعصر الأرامي ممالك مختلفة توحدت فيما بعد ، هذا التعدد في الممالك كان له انعكاس على الموسيقى في أنحاء سورية في ذلك الوقت .

وجاءت الموسيقى السريانية (السريان هم الآراميون وقد اعتنقوا المسيحية بعد ظهور السيد المسيح) ويمكن اعتبار الموسيقى السريانية  ابنة الموسيقى الآرامية الوثنية المنتشرة في المعابد والقصور .

وتحدث الباحث شادي ثروة عن هوية الموسيقى السريانية ، فهي موسيقى مدن وأرياف وجزء من الموروث السوري، وهي أيضا موسيقى دينية ومن عازفيها بردصيان ومار أفرام السرياني ويعقوب الرهاوي وجماعة الخزافين، الذين ظهروا بين القرن الرابع الميلادي والسابع الميلادي  .

وأشار إلى تأثيرات للموسيقى البيزنطية والفارسية والتركية والعربية وإلى أن مار أفرام السرياني هو أول من شكل جوقة للسيدات ، وشكل سبع جوقات للرجال وله آلاف الثلاثيات الشعرية وعشرات الألحان ، وذلك بعد برديصيان .

وتحدث الباحث سروة عن كتاب البيت كازو، وهو مخرن الألحان وجمع فيه الأوائل المنتجات اللحنية الدينية ، وفيه 2500 قطعة وصل منها 850 قطعة .

وأجاب الباحث على سؤال عن سبب إدخال الكنيسة السريانية الموسيقى في طقوسها ، فقال :

أولا ــ إن ذلك تم بسبب مناهضة ألحان الوثنيين الذين حاولوا إفساد الشباب .

ثانيا ــ الاستعانة بالموسيقى على العبادة لكسر الملل من الصلوات الطويلة .

ثالثا : التأثير النفسي بالمصلين .

وأوضح أن هناك نظام للألحان الثمانية في الموسيقى السريانية ، حيث تقسم إلى ثمانية ألحان تقسم على الأعياد .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة