كيف تصنع من قطيع من المااااااع ….. شعبا ؟؟؟؟؟!!!
كيف تصنع من قطيع من المااااااع ….. شعبا ؟؟؟؟؟!!!
يتفنن الأخوة الحكام في بلدان العالم الثالث، وعلى رأسها العرب، في تحويل شعوبهم الى قطعان من الماشية، تحيا وتسير وتتنفس وتموت بأمرهم ضمن 4 ركائز رئيسية وهي :
الطغمة الحاكمة الموالية ، الجهاز الاستخباراتي الأمني ، الدين ، وأخيرا الاحتكار وسياسة الحزب الواحد ..
وعلى الرغم من معارك التحرر والتحرير التي تقوم بها هذه الشعوب في بلدان العالم العربي ، حالمة بالحرية والديمقراطية ، والتغيير ، تتفاجأ بعقلية صنع القطيع التي ما زالت تسيطر على قياداتها الجديدة ، ومحاولاتهم الشرسة لإعادة الشعب إلى حظيرة الماع .. لترى الشعب فاغراً فمه، وحاكاً رأسه ومتسائلاً بصوت عالٍ:
ألم تفهمي يا حكوماتنا المنتخبة على أساس .. !!! أننا قمنا بثورتنا، ودفعنا تضحياتنا، لنتحول إلى شعب متحضر حر يمارس الديمقراطية بدل أن يسمع من أفواهكم على الشاشات محاضرات عنها .. وينتخب قياداته وحكوماته بدل أن يصفق ويصفق ويصفق لقيادات فرضت عليه وويله إن لم يصفق، ويتفرج على مجلس شعب مغلوب على أمره يصفق ويصفق ويصفق لقرارات مفروضة عليه .. !!!
ولكي تصنع منا شعباً حقيقياً وحياً، شريكاً في الوطن وفاعلاً في بنائه، عليك أن تبدأ يا حاكمنا الجليل بدستور مواطنة ..
المواطنة التي تقوم على أساس المساواة بين المواطنين في كل شيء، من حقوق إلى واجبات ويجب محاربة الفساد على كافة المستويات بدءاً من الحكومة نفسها، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين ومعاقبتهم .
نزاهة القانون وتحريره من المحسوبيات والتواصي والرشاوي ، فالجميع متساو أمام القانون ..
تحرير الإعلام، ضمن ضوابط أدبية وأخلاقية تقوم على حرية الرأي والنقد البناء، بعيداً عن الشخصنة والإهانة والتجريح.
السماح بالتعددية الحزبية والسياسية والفكرية والدينية، شريطة عدم المساس بمقدسات الوطن واحترام الاختلاف وحرية الآخر ..
تطبيق الديمقراطية حقاً من خلال انتخابات حرة نزيهة محددة زمنياً، لاختيار الحاكم والحكومة، والقيادات السياسية والإدارية وعدم الاستئثار بالحكم واحتكار السلطة .
رفع الرواتب والحوافز وتطويرها لتطوير الحالة الاقتصادية للشعب.
الاهتمام بالنواحي التعليمية والتربوية التي تبني جيلاً يعرف كل ما سبق ويمارسه فعلاً لبناء شعب متحرر من الماع ..
لا أعرف مدى صعوبة تطبيق ما سبق من قبلكم يا حكام العرب لبناء شعوب حقيقية متحضرة، ولكني أعي تماماً نتائج بناء قطيع من المااااااع لن تلبث أن تكسر جدرانها، وتنطلق لتقضي على كل ما يعترض طريقها، ويعيق حريتها وتطورها، وتستمر في ثورانها، حتى تتهيأ لها قيادات، تبني منها شعوباً …. وتصنع من طاقاتها وطن.
29.09.2013