بين قوسينكتاب الموقع

السؤال المعضلة … !!

السؤال المعضلة إذا اتفقنا جميعاً على ضرورة اصلاح النظام وتغييره .. فكيف نصلح الشعب الذي تربى على الفساد والرشوة والمحسوبية ؟؟!!
سؤال يصادفني كل يوم من خلال احتكاكي بكل ما يتعلق بحكوماتنا الموقرة، حيث لا يمكن انجاز أي ورقة أو معاملة أو أي شيء له علاقة بمؤسسات الدولة ، دون إكرامية أو هدية .. فالموظف يعتبرها حق، والمواطن ينظر إليها كواجب لتسيير أموره الخاصة، والتي لا سمح الله قد تتعرقل أو تتوقف، إذا لم يكن متعاوناً بسبب قصر يد للجيب ..
كثيرة هي الأمثلة الحياتية اليومية التي نتعرض لها، من الشارع مع شرطي المرور إلى  أماكن العمل الرسمي

فعندما يكون راتب الموظف الحكومي غير كاف .. وبوجود فرص سانحة، يؤمنها له فساد القضاء، وسياسة غض النظر وأطعميني لأسكت .. يتحول الفساد إلى حالة منظمة لها هيكلية متعارف عليها اجتماعياً، ضمن عرف ليبررها المجتمع كإحدى طرق التعاضد والتكافل الاجتماعي .. !!
فبدل أن تدفع غرامة مخالفتك للقانون بمبلغ يتجاوز الألاف .. تقدم للشرطي هدية رمزية، أو بادرة حسن نية ليضعها في جيبه ويلغي المخالفة .. !!

وتضع بين أوراق معاملتك ورقة نقدية، تمد رأسها ليراها موظف الدولة، ليعجل لك بالمعاملة، أو يفضلك على غيرك من صغار الكسبة الذين لا يملكون ثمن شراء الذمم، فيتم تسهيل وتسريع أمورك على حسابهم .. دون أن يرف لهم جفن .. لأن الفساد عرف مقبول اجتماعياً ومتعارف عليه  .. !!
تعددت الأساليب والرشوة واحدة … ولكن المصيبة عندما تصبح حقاً مكتسباً … !!
هذه الظاهرة المستفحلة في كل دوائر الدولة، أصبحت حالة من ثقافة المجتمع ككل .. (على مبدأ ادفع تجد ) ..
عشش الفساد في العقول، وكثرت تبريراته وتحليلاته .. ليصير دافعاً عند البعض للسعي الى العمل في مؤسسات الدولة ، ومصدراً مشروعاً لزيادة الدخل .. لتختلط المبادئ بالخطوط الحمر ..!!
فالفساد مسؤولية الجميع دون استثناء (النظام .. القضاء .. المؤسسات الحكومية والمواطن .. )
فمن يعمل أصلاً في هذه المؤسسات ؟؟ المواطن، ومن يرشي .. ؟؟ المواطن .. !! ومن رسخ هذا الفكر ..؟؟ القانون المطاط غير الواضح القابل للاختراق والاجتهاد، يدعمه القضاء الفاسد الذي يحاسب ويحاكم على مزاجه.. ولمن يدفع أكثر .. !!

حلقة متكاملة عناصرها النظام، القضاء ، المواطن ..

ولكسر هذه الحلقة نسقط النظام .. نغير القوانين، نحاسب المرتشين والفاسدين، ونبني مواطن .. !!
إننا نحتاج لوقت ليس بالقصير ..لأن الثورة بدأت لكن المهم ألا تنتهي قبل بناء مجتمع قائم على احترام القانون، القائم على العدالة والمساواة بين كل المواطنين .. يدعمه إعطاء رواتب منطقية لموظفي الدولة تغنيهم عن الرشوة ..!!
ليسقط الفساد .. بكل أشكاله .. !!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى