بين قوسين

البعض … لا يموتون !!

جولي الياس خوري

منذ يومين حضرت حفلة موسيقية لفنان عالمي .. لم استطع أن امسك دموعي من الانهمار  وأنا اتذكر كيف تعرفت على هذا الفنان واصبح فناني المفضل لا أمل سماع اغانيه ..

لتحضرني ذكرى غالية.. فمنذ ٣٠ سنة !! (ياه .. مدة طويلة فعلا  .. ) وفي بدايات انطلاقتي للحياة وإقبالي عليها ونهمي للموسيقى والفن والغناء، أخبرتني عمتي في إحدى زياراتي لها أن فنانا حديثا لا يرى لكن صوته رائع فهو يجمع بين الاوبرا والغناء الحديث بطريقة واسلوب أخاذ ومبدع وجميل وسيكون له مستقبل مهم في عالم الغناء..

وشغلت موزع الصوت في منزلها وبدأت تسمعني اغانيه  ..وتدندن معه ..

كان يسحرني التوزيع الموسيقي الذي يتوزع بشكل جميل في منزلها  .. فالصوت يخرج من السقف .. ويصدح في كل  انحاء البيت لتشعر نفسك  في مسرح عريق .. احلق  مع الموسيقا اللي كان لها معنى مختلفا ومميزا في حياتها .. تتذوقها بطريقة حلوة أعجبتني.

احببت طريقة عمتي واكتسبت منها حب الموسيقى الكلاسيكية وتذوق الفن .. . واحبيت هذا الفنان الذي اصبح  مفضلا عندي .. استمتع  بأغانيه .. كبرت وحلمت ان اضع في منزلي نفس  التوزيع الموسيقي  لاشعر كأني في المسرح وأحلق مع الموسيقى ..

وحققت حلمي البسيط .. المعجون بالذكرى …وبصوت الموسيقا .. ودندنات عمتي ..

العبرة .. اولا .. الناس الذين يعنون لنا ،حتى لو ماتوا  واختفوا من حياتنا، يبقون  موجودين فيها بكذا طريقة .. بأغنية .. بكلمة .. بموقف .. بذكريات حلوة .. بتأثير كبير .. ببصمات محفورة في شخصياتنا ونمط حياتنا .. هؤلاء الناس لا ينتهوا .. فهم مستمرين معنا وفينا ..

ثانيا  .. حاول دوما ان تترك الأثر والبصمة الحلوة في حياة الناس من حولك  .. حتى تكون ذكراك .. معجونة بدفء ودمعة شوق وابتسامة فرح وشكرا ..

شكرا .. عمتي !!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى