بين قوسين

السنوات الثلاث عشر ..!!

جولي الياس خوري

ثلاثة عشر عاماً  مضت .. تعلمت فيها الكثير .. وتغيرت نظرتي للحياة كثيرا ..

لم تكن الحرب مجرد مرحلة عابرة كما غيرها من مراحل الحياة الروتينية ...  انها فلسفة جديدة تفرض نفسها على كل شيء فينا وحولنا .. وتختلف من شخص لشخص ومن حالة لحالة .. ولكنها بالتأكيد تغير كل شيء .. !!

فالحرب تظهر أسوأ ما في الانسان .. وأجمل شيء فيه ..فهي تفجر طاقات سلبية قذرة مدمرة .. وتخلق  حالات إنسانية جميلة ، وتحرر أفكارا ابداعية راقية وتعلمنا الكثير الكثير ..

هي التناقض بذاته .. بين أقصى اليسار وأقصى اليمين ..

تعلمت خلال سبع سنين أكتر من أي شيء  تعلمته في حياتي كلها ..تعلمت إنني مهما حاولت لا أستطع تغيير العالم وايقاف الحرب .. ولكن نستطيع تغيير حياتنا ومساعدة من حولنا ان أردنا ..

تعلمت أن لا أعاند الحياة وأتحداها  .. لكنني أستطيع أن أقاوم الفشل والاحباط .. وأتحدى نفسي  ..

تعلمت ألا أعتمد على ما أملك .. لأنني قد أخسره بلحظة .. إنما أن أملك مهارات تمكنني من أن أبدأ من جديد ..

تعلمت إنّ الحياة تأخذ منك بلحظة أشياء كثيرة .. لكنها بالمقابل تمنحك الكثير عليك أن تعرف كيف تستفيد منها ..  ..

تعلمت أن أشعر بالنعمة وأحاول أن أحافظ عليها ..  وأن أعمل اعادة تدوير لأي شيء قابل للاستعمال مرة أخرى .

تعلمت أن لا أضيع وقتي بالمسايرة والمجاملة لكسب شخص .. إنما أن أقضيها مع من يحبني وأشعر بالراحة والسعادة معه ..

تعلمت أن أقول لا .. وألا أساير وأجامل أحدا على حساب نفسي ..

تعلمت أن خسارة شخص يستنزف طاقتي هي ليست نهاية الحياة .. إنما هي فرصة لأكسب نفسي ووقتي مع أشخاص أهم ..

تعلمت أن الصداقة مواقف .. وليست بالوقت ..

تعلمت أن السعادة .. ولحظات الحب الحقيقي .. هي مقياسي  لنوعية حياتي ..

تعلمت أن الحياة غنية بالناس الجيدين .. ولكن أنت من تختار وتحدد طبيعة العلاقة ..

تعلمت أن البدايات لا تعرف عمرا .. ولا وقتا .. ولا مكانا .. ويجب أن تتقبل وتستعد لتترك كل شيء ولتبدأ من جديد في أي وقت ..

تعلمت أنه حتى في الحرب هناك الكثير لنتعلمه .. والأهم أن نحول الحرب رغم بشاعتها الى فرصة لنتعلم كيف نبني بشكل صحيح ما عرته فينا .. ودمرته الحرب ..

تعلمت ولكنني ما زلت أحاول أن أستفيد مما تعلمت ..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى