إضاءات

حالة انتظار

نضال بديع بغدادي

أجهز عطر الشرفة ليليق بقلبي المثخن بالشوقِ

أحضّر كأس الوردِ

وطعم الرمانِ ليحتفي بروح الأصيلِ

تزين مائدة العاشقِ

وتغوي الزمن في ساعة الجدار كي يهدأ

ويبطئ الوقت لأراك بين يديَّ.

*

أصولُ بين الأرائكِ

لأرتبها..

وأجمع الستائر بضمة الياسمينِ

ليدخل جلال الضوء بهياً..

أعدُّ لحن أغنيتي كي تنساب بيني وبينكِ

وتلثم رضاب الشفتين

وتعلو موج حنين في رئتيَّ.

*

أسند الروح

على إفريز الشرفةِ..

لا شيء أبعدَ من خيالٍ يعبر شارعي

يلمحهُ القلبُ الواجفُ

فيطيرُ إليهِ على سهمِ اللوعةِ

ويرتدُّ خاسراً فوق صدري

فأعلمُ…

أن العين تبتكر ما تهواهُ

وأن العين تهوى الخديعة أحياناً

أتكئ على خيبتي فتنصحني بالصبر على الشوقِ

لعل ما يشتاقه الشوق يأتي

فأحتضن ورد الشرفة مستسلماً للكرسي

متأملاً في غسقٍ يحبو على مهلٍ

ليمر الحلمُ كنسيمٍ بين الأصابع في مسائيَ.

*

أنا سيدُ السّهادِ

ورفيق قلق العاشقينَ

فكيف غافلتني الغفوةُ

وسرقت مني سهاديَ

وكيف استسلم القلب لتفاصيل عبقِ الحلمِ

حين تسلل بصمت الفراشة بين جفنيَّ

وحين على مهلٍ دار خمر الحنين ليصهل في الروحِ

ويعزف للجسد إيقاع شبقٍ خفيٍ

ويأخذ الشفاهَ في حمّى ما تعتق من نبيذ القلبْ

يا حلمي.. يا رقص الليلك السحري

يشبع ما في من عطر

يسيل في ارتعاش الكون

*

أنا هو سيد السهاد

ورفيق قلق العاشقين

هزمته الغفوة

وأتت بكِ مطراً دافئاً

ليغسل انتظاري

ما بين صحوٍ ونومِ

*******

دمشق / 2024

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى