أنا مختلفة عنك بالتأكيد… في الرأي، في الدين، في الطائفة… في امور كثيرة ولكن هل تعلم أن هناك الاكثر مما يجمعنا.؟! فعندما نقرر أن نعيش معًا، سنبدأ في تذكر هذه الأمور والبحث عنها… تجمعنا الحارة ، والبناية والبلد ،، الجيرة ، والمدرسة، والجامعة، والتاريخ، والذكريات… لعبة الكرة، والاختباء، ولحظات المرح في الحارة ونحن نلعب ونركض ونضحك تحت البنايات ،
محاضرات الجامعة التي كنا نتهرب منها لنخرج معنا ونشتري الفطائر ونتشارك الضحكات والأحزان ، دموع الرسوب ، فرحة النجاح ، حفل تخرجنا، احلامنا ، تجمعاتنا في المقاهي، تصويتنا لأي سوري يشارك في برنامج مسابقات، دموعنا عند سماع النشيد الوطني السوري في إحدى المباريات، رائحة القهوة المُرّة في العزاء والحزن، وصور ضحكاتنا في الحفلات.
حجارة باب توما، والتكية السليمانية، وسوق الحميدية، ومطاعم الفتة والنخاعات واللسانات والمقادم في مطاعم الجزماتية… حتى نفورنا من مادة القومية!
يا الله، كم من أمور تجمعنا في هذا البلد، مهما اختلفنا في الرأي!
فأن نعيش معًا هو قرار، علينا أن ننسى الطوائف والدين والاختلافات، و يتطلب تنازلًا مني وتنازلًا منك، ويحتاج إلى قليل من الإنسانية وكبر العقل من أجل الوطن.
يا ابن بلدي، في النهاية، مهما اختلفنا، فإن ما يجمعنا هو الدم، والأرض، والتاريخ، والذكريات…
ما قيمة الحياة إن أضعناها في القتل، والحقد، والتحريض؟ دعونا نعيش جميعًا معًا، فلا يحق لأحد أن يلغي أحدًا أو يتهمه بالخيانة. والاختلاف ..
هذا بلدنا جميعًا، وعلينا أن نتعلم كيف نعيش معًا… مهما اختلفنا. فضع أنانيتك واحلامك الشخصية على جنب .. وركز على انسانيتك ووطنيتك التي نحن باشد الجاحة لها اليوم وابحث على الاشياء الحلوة والايجابية في الناس من حولك مهما اختلفت عنك !!
فمسؤوليتك اليوم ان تبني وطنا للجميع !!
بوابة الشرق الأوسط الجديدة