ريان !!!
من منا على هذا الكوكب الأزرق الافتراضي لم يسمع بقصة الطفل ريان .. ريان الذي سقط في بئر على عمق ٣٢ مترا تحت الأرض في المغرب ..
انتظره العالم بأكمله ليخرج من عمق الحفرة .. خمسة ايام والعالم كله مستنفر ومترقب .. والأمل يتصاعد .. والحفرة تضيق .
حكومة المغرب تتابع الحدث .. معدات حديثة.. جرافات .. عمال .. صحافة .. اعلام .. نقل مباشر..
تعاطف عالمي كبير .. دول اوروبية عرضت المساعدة والمشاركة .. ولكن لا .. المغرب تريد انقاذ ابنها .. ربما لأنه لم يعد هناك ثقة بالحكومات وبما يسمى التعاطف الدولي والانسانية ؟؟؟!!!
ربما …!!!!!
ترقب .. قلق حذر .. الجميع ينتظر خروج الطفل من الحفرة .. الجميع ينتظر الفرج ..
“ريان .. البئر .. الأمل.. والانقاذ .”
رمزية تعبر عنا جميعا ..
هو ذلك الطفل البريء .. القابع في دواخلنا .. ينتظر الخروج .. يحتاج الانقاذ .. يصرخ للفرح
هو الطفل العالق في أرواحنا .. الغارق في يأسنا وحزننا واحباطنا .. ينتظر الانقاذ والفرج ..
حالة التعاطف الانسانية الغريبة والجميلة في نفس الوقت.. لم تكن تخصه بذاته .. فكم من طفل ريان غارق وعالق في قاع البؤس والظلم والفقر والحرب .. في مخيمات اللجوء وأصقاع البرد .. لم يلق هذا التعاطف والتعاضد .. والدعم ..
ليس فقط لازدواجية المعايير.. ولا بسبب حالة التموت الانساني والاخلاقي التي بات يعاني منها العالم كله .. انما بسبب أن ريان يمثل كل شخص فينا .. حاجتنا الى الانقاذ .. رغبتنا بالخروج من قاع البئر الذي نعيش فيه بسبب كل ما يدور حولنا من حرب وذل وظلم ..
إنه قصة كل واحد فينا .. الأمل الذي ابرق عيوننا عندما سمعنا ان الحكومة كلها تسعى لانقاذه .. العالم كله يريد حياً.. الصلوات كلها ارتفعت لأجله .. الحياة بكل قوتها تعمل لاحيائه ..
ريان هو حاجتنا للكرامة .. للتعاطف .. للأمل .. للحياة … وللانقاذ ..
ريان .. هو أنا وانت ونحن
خمسة ايام اعادت لنا الأمل بالانسانية .. بأهمية الانسان .. بالحياة ..
خمسة ايام كانت رغبة عالمية باعادة الحياة للانسانية والانسان ..
خمسة ايام كانت فسحة ضرورية من الأمل .. لتنتهي .. تنتهي كما الواقع بوفاة الطفل .. وتبدأ نظريات المؤامرة واللوم والتقريع .. ولنعود جميعا الى البئر العالقون به ..
على أمل أن يعود الأمل لانقاذ ريان الساكن فينا من جديد ..!!!