كيف تكسب الصديق الحقيقي وما المعايير؟…تعد القدرة عل تطوير المهارات والامكانيات للتعامل مع الآخرين والحصول على الأصدقاء؛ أمرًا في غاية الصعوبة والتعقيد مع تداخلات العصر الرقمي والقدرات التكنولوجية المتطورة. فقد يتم تزييف الحقائق وتجميلها وتصديرها على هيئة صورة مغايرة للحقيقة على أرض الواقع فيقع الطرف الآخر في فخ التزييف.
لقد أصبحت سرعة إرسال الرسائل والرد عليها، واتساع رقعة التواصل لتجاوز البقعة الجغرافية التي نعيش عليها، تشكل عقبات أمام الأفراد في تعاملهم مع الآخرين .والحصول على صديق حقيقي يشاطرك الصدق، الاخلاص، الثقة والاحترام أيضا. لذلك تساهم عدد من المبادئ والاستراتجيات في العثور على الأصدقاء. واكتشافهم من بين هذا العدد المهول من الأشخاص. في عصر يتسم نسقه بالوتيرة المتسارعة في الحركة والتفاعل . كما ووقع الأحداث بشكل مكثف أيضا. بحيث يصعب وسط الضغوطات وغياب التوازن الموضوعي للإنسان تحديد الصفات والخصال الجوهرية عند اختيار الصديق الحقيقي من بين جموع الأشخاص العابرين في حياته.
يمثل فن التواصل مع الأشخاص مهارة ولغة أساسية في الحصول على الأصدقاء واكتسابهم، فإتقان الطريقة والوسيلة تمثل الأداة والبوصلة السليمة لاكتشاف السمات الشخصية الدقيقة للأفراد من حولك. وتمثل أيضًا الإجابة الدقيقة نصف الطريق عن التساؤلات الآتية، وهي: كيف تكتشف أصدقائك الحقيقيين؟ وماهي المعايير التي يجب اتباعها لقبول أو رفض الأشخاص في حياتك كأصدقاء؟
يقدم موقع wikihow-com مجموعة من المعايير لتقييم العلاقات من حولك وتحديد أبعاد التواصل والدوافع الداخلية للانخراط بالآخرين، في عصر يمكن فيه استعارة الثقة والصدق بحرفية مزيفة عالية. ويوضح لك الفارق الحقيقي بين صفات الأشخاص العابرين في حياتك والأصدقاء الدائمين، ويجملها في النقاط الآتية:
1. تقييم الوقت الذي تقضيه مع أصدقائك:
يتوجب عليك قبل تقييم علاقتك بالآخرين وتحديد فيما إذا كان من الممكن أن يكونوا أصدقاء دائمين لك أن تأخذ بعين الاعتبار أي منهم يطلب منك قضاء الوقت معه أكثر من غيره. لأن ذلك يعطيك مؤشراً على محبة الطرف الآخر . كما ورغبته الحقيقية في قضاء أكبر وقت معك. كما ويتوجب عليك أن تفكر في سبب قضاء الوقت مع أصدقائك بحيث تتوفر المتعة. والفائدة والاحساس بالوجود مع الأصدقاء. بالإضافة إلى مواضيع معينة أو نشاطات محددة تعود بالفائدة المشتركة بينكما .
2. ابتعد عن الصداقة السامة:
ليس جميع الأشخاص الذين تعتبرهم أصدقائك هم أصدقاء حقيقيون وجيدون بالواقع. بل يوجد عدة أمور وعلامات إذا توافرت في شخصيتهم فإن هذا مؤشر لك على أن علاقة الصداقة التي ستربطك بهم هي علاقة سيئة. ومن هذه العلامات على سبيل المثال : تقديم الأعذار بشكل متكرر، إخلافهم في الوعود المقدمة لك وإلغاء الخطط في اللحظات الأخيرة، جميعها علامات ومؤشرات في السلوك يجب أن تأخذها بعين الإعتبار لأنها دليل على عدم استقرار العلاقة بينكم واستمراريتها، لاسيما وأن الاستقرار والوضوح هما من أهم صفات الصديق الحقيقي .
3. تحقق من مهارات التواصل.
لابد أن تفكر بطريقة جدية حول طبيعة الأشخاص الذين تعتقد بأنهم سيكونوا أصدقاء حقيقيون. كما ولابد أن تبحث عن مدى توافر بعض مهارات التواصل لديهم. لأن مهارات التواصل تساعدك بشكل كبير على تحديد طبيعة الشخص الذي تقابله . وتعطيك مساحة أفضل للحكم عليه وقرائته بشكل جيد. فمثلاً يجب أن تفكر في أي من أصدقائك هو أفضل المستمعين. ويجب أن تحدد الأصدقاء الذين يتحدثون عن أنفسهم فقط. وكذلك يتوجب عليك تقييم أوقات استجابة أصدقائك لك.حيث أن كل ما سبق أسباب مهمة لمعرفة مصداقية الشخص الذي تتعامل معه . ومؤشر على مدى ديمومة هذه العلاقة وتطوريها أو العكس.
4. التحقق من ولاء الأصدقاء.
إن الولاء في علاقة مع الآخرين مؤشر مهم على مصداقية تلك العلاقة وديمومتها. وعلى قوة ومتانة تلك العلاقة. فالولاء بين الأصدقاء يعطي ثقة أكبر. ويعزز المحبة والاحترام المتبادلين، لذا يجب التحقق من ولاء أصدقائك من خلال عدة أمور، وأهمها:
-حدد أيًا من أصدقائك يمكنه الاحتفاظ بالسر
– قرر أيًا من أصدقائك سيدعمك.
– قم بتقييم استعداد أصدقائك لمسامحتك.
فكل ما سبق مؤشرات كافية لك على تحديد عمق الولاء بينكما والتأكد من مدى ولاء أصدقائك لضمان أن يكونوا أصدقاء حقيقيين بالمستقبل.
5. تحديد من الذي يدعمك.
إن تقديم الدعم الكافي من الأصدقاء أمر في غاية الأهمية؛ لأن الصديق الحقيقي هو الذي يتواجد في لحظات الأزمات التي قد تواجهك في الحياة حينما تحتاج لذلك، ويمكن التحقق من مدى دعم أصدقائك لك من خلال ما يلي:
-فكر في أي من أصدقائك سعيد حقًا بك .
– من الذي يشجعك!
– و من الذي لديه تأثير إيجابي على حياتك.
– من الذي يستجيب لك في وقت الظروف الصعبة.
6. المصداقية والوضوح:
يعتبر الصدق من أسمى الصفات الإنسانية، فالصدق عنوان الحقيقة والجدية والثقة، لذلك فأ، توافر صفة الصدق بالآخرين تعد مؤشراً قوياً على مدى إمكانية أن يكونوا أصدقاء حقيقيين في المستقبل، فإيجاد الأصدقاء الذين يتمتعون بالمصداقية والوضوح يسهم بشكل كبير في توطيد العلاقة وضمان استمراريتها.
فالعلاقات المبنية على أساس متين وواضح منذ البداية تعزز الثقة وضمان الاستمرارية بشكل صحي وسليم بينكما، وعلى النقيض تماما فإن الأشخاص الذين لا تتوافر فيهم المصداقية والوضوح يكون التعامل معهم صعباً وغير مريح ويؤشر بعدم ديمومة العلاقة.
7. التفهم والاحترام المتبادل:
لابد أن تبحث عن الأشخاص الذين يبدون تفهماً أكبر لشخصيتك أو عيوبك إن وجدت، لأن ذلك من شأنه أن يعطيك راحة أكبر في التعامل معهم والاستمرار، ولابد أن يكون الاحترام المتبادل هو أساس العلاقة بينكما. فالأشخاص الذين يوجهون الانتقاد لك بإستمرار دون سبب واضح يشكلون إزعاج كبير لك مما يدل على راحتك معهم، والأشخاص الذين يمزحون بشكل مبالغ فيه دون اعتبار لخصوصيتك أو شخصيتك سيؤثرون عليك سلباً، لذلك لابد من تجنبهم والبحث عن الأشخاص الذين يقدمون الاحترام قبل أي شيء لتكوين علاقة صداقة متينة معهم.
بالختام، نؤكد لك عزيزي القارئ أن كل ما سبق ذكره هي مؤشرات قوّية يمكنك الاسرتشاد بها لتعزيز قناعاتك وبناء نظرتك المستقبلية بشكل أكثر وضوحاً إتجاه الأشخاص الذين تقابلهم وترغب بشكل حقيقي بأن يكونوا أصدقاء حقيقيين لك، فبالرغم من روعة الصداقة وإيجابياتها وحاجتنا الملحة لها؛ إلا أنها لا تخلو من السلبيات والعوائق التي من الممكن أن تؤدي إلى عدم استمرارها أو أن تتسبب بضرر نفسي، فحسن الاختيار هو أهم شيئ قبل الشروع بأي علاقة .