لماذا يسبب الحب لنا الألم؟ هذا ما يقوله العلم
لماذا يسبب الحب لنا الألم؟ هذا ما يقوله العلم ! الحياة تصبح ملونة بكل الألوان الزاهية وكل شيء يبدو مشرقاً.. هذا على الأقل حتى تفشل العلاقة حينها يصبح كل شيء قاتماً بشعاً ومؤلماً.الغالبية اختبرت ألم الحب، وهذه الفئة تعرف تماماً الألم الشديد الذي يتسبب به الفراق أو العلاقة السيئة أو الانفصال الدائم.
الأمر لا يتعلق فقط بمشاعر مجروحة أو بشخص ترك فراغاً كبيراً بل هناك الكثير من العوامل البيولوجية التي تتسبب بهذا الألم.
دماغك يختبر عوارض الانسحاب
الحب بشكل عام هو إدمان نفسي وبيولوجي في الوقت عينه. من الناحية النفسية أنت تعتمد عليها بشكل كبير من أجل سعادتك الشخصية ومن أجل تزويدك بالحب وغيره من الأمور. في المقابل هناك الإدمان البيولوجي، فالعلماء وجدوا أن الانفصال يحفز المناطق المسؤولة عن الإدمان في الدماغ.
عندما يكون الشخص في حالة من الحب فإن الدماغ يفرز هرمونات السعادة وغيرها من الهرمونات التي تمنحنا الشعور بالرضا من مركز المكافأة في الدماغ. ولكن حين ننفصل عن الآخر فإنه من الطبيعي بمكان أن نشعر عكس ذلك.. عدم السعادة وعدم الراحة والألم.
العلماء وجدوا أن تأثير الحب على الدماغ مشابه لتأثير الكوكايين، وأن ١٢ منطقة على الأقل في الدماغ تعمل بتناغم عند رؤية الحبيب وتؤدي إلى زيادة الدوبامين، الأوكسيتوسين، الأدرينالين، وفاسوبريسين..وكلها ترتبط بمشاعر النشوة والسعادة.
حين يتوقف مركز المكافأة عن مدك بالجرعات التي تعودت عليها فحينها ستختبر عوارض الانسحاب، كأي مدمن، وبالتالي ستختبر الألم.
فقدان الإحساس بالترابط
عندما تكون في حالة من الحب فإن دماغك يبدأ بتكوين روابط مع الشخص الذي يجعلك تشعر بالسعادة «كيميائياً». وبالتالي فإنه وبمجرد رؤية الشخص الذي يحبه دماغك سيبدأ بفرز هذه الهرمونات، وبالتالي تختبر مجموعات مختلفة من مشاعر الحب، الرومانسية والروابط العميقة والالتزام تجاه الشخص.
الألم يكون كبيراً جداً في حال كان الدماغ قد كون تلك الروابط العميقة جداً مع الشخص الذي تحبه والتي عادة تكون مشابهة لتلك التي يتم تكوينها خلال مراحل الزواج. إزالة تلك الروابط يربك الدماغ ويرغم على إفراز مواد كيميائية تجعلك تشعر بالألم الفعلي.. الجسدي والنفسي.
صدمة عاطفية.. الأدرينالين الملوم
علاقة الحب الفاشلة هي صدمة.. يمكنها أن تؤدي إلى الاكتئاب المزمن. عندما كنت في حالة من الحب كانت مستويات السيروتونين في الدم مرتفعة، وبالتالي كان هناك زيادة طفيفة في مستويات الأدرينالين. ما يعني اتساع الأوعية الدموية داخل الجسم، ما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم في الجسم واتساع الأوعية الدموية الطرفية، حينها يحدث انبساط في العضلات الجانبية للدماغ، وبالتالي يختبر الشخص الراحة النفسية الشديدة فتظهر على شكل سعادة وبريق في العينين واتساع بسيط في حدقة العين، وكذلك انبساط في عضلات الرقبة والصدر والظهر؛ مما يضاعف الراحة نفسياً وجسدياً يشعر الإنسان بالراحة.
عند التعرض للصدمة العاطفية يبدأ السيروتونين في الدم بالتكسر بشكل سريع ثم تزيد نسبة الأدرينالين بصورة كبيرة؛ ما يؤدي إلى انقباض في العضلات الجانبية للدماغ وعضلات الرقبة والصدر والظهر، وعليه يشعر الشخص بالضيق ويصبح عبوساً حتى أنه قد يعاني من عدم وضوح في الرؤية والعطش الشديد والمرارة في الفم.
الحب يؤلم.. فعلاً
قررت مجموعة من العلماء وضع جملة «الحب يؤلم» موضع اختبار وذلك من خلال اختبار الروابط بين الألم النفسي والجسدي.
وبعد سلسلة من التجارب وجد العلماء أن الألم النفسي يتداخل وبشكل كبير مع الألم الجسدي؛ إذ بعض المناطق التي تكون نشطة عند الألم الجسدي كانت كذلك خلال الألم النفسي.
لماذا يسبب الحب لنا الألم
هذا يعني أن الحب يؤلم بنفس الطريقة التي نختبر فيها الآلام نتيجة أي خلل عضوي. ولكن المشكلة الكبرى هنا هي أنه خلافاً للألم الجسدي الذي يختفي بعد فترة فإن الألم الخاص بالحب لا يزول، وعليه فإنه يمكن اختبار الالم رغم مرور وقت طويل على انتهاء العلاقة.
الألم الجسدي وخلافاً للنفسي له مؤشران، الأول يمنح الدماغ المعلومات الأساسية عن الإصابة، والثانية تتعلق بتأثيرها.
العلماء حاولوا معرفة لماذا يسبب الحب لنا الألم و ما إن كان الألم النفسي له المؤشرات نفسها وتبين أن المؤشر الأول لا وجود له في حالة الألم النفسي أي أن الدماغ لا يعرف موقع الإصابة ولا حدتها. كل ما يعرفه هو أن هناك ألم من مكان ما وهو حاد. ولكن دراسات حديثة حاولت إعادة اختبار هذه النظرية، وتبين أن المؤشر هذا موجود ولكنه أقل وضوحاً من الثاني.
صدق أو لا تصدق.. حلك بمسكن الألم
بما أن العوامل المشتركة بين الألم الجسدي والألم النفسي كبيرة، وبما أن الدماغ يتعامل مع الأمرين بالطريقة نفسها فإن ما يشفي الأول يجب أن يشفي الثاني.
عدد من الأطباء في جامعة دي وال في كنتاكي قاموا باختيار تأثير الأسيتامينوفين، وهو المكون الرئيسي في التيلينول على الذين يعانون من الألم العاطفي، وما إن كان سيخفف من الألم كما هو حال تأثيره على الألم الجسدي.٥٠٠ ملغ مرتين يومياً لثلاثة أسابيع جعلت الذي خضعوا للاختبار يختبرون ألماً عاطفياً أقل.