محمود عباس: إسرائيل لم تبق لنا أرضا نقيم عليها دولتنا
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عن دعمه لحل الدولتين “أمر ايجابي”، إلا أنه استدرك بالقول أن الاختبار الحقيقي لهذا هو العودة الفورية لطاولة المفاوضات، بينما اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أن زمن عباس قد ولى.
ووصف سياسيون وفصائل فلسطينية طرح لابيد بأنه مجرد خداع سياسي، فيما انتقدته أحزاب إسرائيلية من حلفائه وهاجمته أحزاب المعارضة بشدة.
وركز محمود عباس في خطابه على انتقاد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية قائلا إن “الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا، لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين”.
واستولت إسرائيل في حرب عام 1967 على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهي مناطق يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها. وانهارت محادثات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 2014.
وتوقفت منذ فترة طويلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق يقوم على حل الدولتين ويتضمن قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية جنبا إلى جنب.
وقال عباس “إن ثقتنا بتحقيق سلام قائم على العدل والقانون الدولي آخذة بالتراجع، بسبب السياسات الاحتلالية الإسرائيلية”، مضيفا أن إسرائيل “تُكرِّسُ نظام تمييز عنصري”.
ويقول الفلسطينيون وجماعات حقوقية إن إسرائيل عززت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال حكمها العسكري لملايين الفلسطينيين واستمرارها في بناء المستوطنات. ويشكك البعض في ما إذا كان حل الدولتين ما زال ممكنا نتيجة لذلك.
وقال عباس “إن إسرائيل لم تُبق لنا شيئا من الأرض لنقيم دولتنا المستقلة في ظل هجمتها الاستيطانية المسعورة، فأين سيعيش شعبنا بحرية وكرامة؟”، مضيفا أنه في الوقت الذي تؤيد فيه الحكومات الغربية صيغة الدولتين، فإنها في الواقع تعطل تنفيذها من خلال عدم الاعتراف بفلسطين كدولة وحماية إسرائيل من المساءلة.
وطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين ووضع خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية. وترفض إسرائيل ذلك وتقول إن الأرض تمثل حصنا دفاعيا لها وحقا مكتسبا من الكتاب المقدس.
وكتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة أن الفلسطينيين هم من رفضوا خطط السلام في الماضي. وانتقد كلمة عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرا أنها كانت “بعيدة” عن الواقع.
وقال “أثبت أبومازن (محمود عباس) مرة أخرى أن وقته قد ولى، خطابه كان مليئا بالأكاذيب وبعيدا عن الواقع”، مضيفا “التحرك الفلسطيني لكسب العضوية الكاملة كدولة في الأمم المتحدة سيفشل. الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن يعرفون جيدا أن أبومازن قد رفض أي خطة سلام في الماضي”.
وادعى أردان أن المنظمات التي وصفها بـ”الإرهابية” تسيطر على مناطق السلطة الفلسطينية، في إشارة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مضيفا أن “تل أبيب ستعمل ضد هذه الخطوة (سيطرة حماس والجهاد على مناطق السلطة الفلسطينية) ونتأكد من أنها لن تمر”.
وذِكر لابيد لصيغة الدولتين هو الأول من جانب زعيم إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة منذ سنوات. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد عبر خلال زيارة لإسرائيل في أغسطس/آب عن دعمه لحل الدولتين.
وتحدث لابيد قبل أقل من ستة أسابيع من الانتخابات المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني التي قد تعيد رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتنياهو إلى السلطة. ويعارض نتنياهو منذ فترة طويلة حل الدولتين.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لتلفزيون العربية اليوم الجمعة إن تصريح رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد بخصوص حل الدولتين “إيجابي” إذا ترجم إلى أفعال، مضيفا أن السلام يتطلب حوارا مباشرا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وجدد عباس في خطابه الموقف الفلسطيني بأن صحفية قناة الجزيرة التلفزيونية شيرين أبوعاقلة قُتلت برصاص قناص إسرائيلي في أثناء تغطيتها مداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية في مايو/أيار. وطالب الولايات المتحدة بالسعي لتحقيق العدالة لشيرين، وهي فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية.
وخلص تحقيق إسرائيلي في مقتل شيرين إلى أنه من المحتمل أن تكون قد أصيبت برصاص جندي إسرائيلي لكن دون عمد.
ميدل إيست أون لاين