جدل هائل أعقب حديث وزير الخارجية المصرية سامح شكري في مؤتمر ميونيخ للأمن بصحبة وزير الخارجية السعودي وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وآخرين.
“شكري” كان هدفا لسهام عديدة بعد حديثه المثير لسببين: الأول هجومه على حماس وتماهيه مع “ليفني”، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون خطأ سياسيا ودبلوماسيا كبيرا.
السبب الثاني وراء الهجوم على “شكري” كان قوله: “ليس لدينا أي نية لتقديم مناطق آمنة للنازحين، لكن إذا فرض علينا الأمر الواقع سنتعامل مع الوضع، وسنقدم الدعم الإنساني، ولكن هذا ليس مبررا لفرض الأمر الواقع”.
حديث “شكري” انطوى- حسب رأي محللين- على ضعف لا يليق بمصر.
السفير فوزي العشماوي قال إن تسيبي ليفني وزيرة سابقة للخارجية وزعيمة للمعارضة في إسرائيل ورئيسة أحد الاحزاب، سألت وزير الخارجية سامح شكري في ميونيخ عن حماس رفضت كل المبادرات ولاتريد أن تكون جزءا من المسار الشرعي للدولة الفلسطينية، وأوضحت أن الحركة هي المشكلة ولايمكن أن تكون جزءا من الحل.
وأضاف” العشماوي ” أن رد الوزير شكري كان متفقا في أن حماس كانت خارج مسار الاغلبية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وأنها لاتعترف بإسرائيل ولاتشارك في المفاوضات، ولكنه ركز أيضا علي ضرورة حساب من مكن لحماس من أجل شق وحدة الصف الفلسطيني وإجهاض أي محاولة للتوصل لتسوية (قاصدا إسرائيل ونيتنياهو وليفني ذاتها).
وأضاف أن السؤال من ليفني خبيث ويمثل استمرارا لسياسة نيتنياهو ( و الغالبية الساحقة في النخبة السياسية الاسرائيلية ) بأنه لايوجد شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه، وهذا كذب وهراء.
وعن إجابة وزير الخارجية المصرية شكري قال العشماوي إن جوهرها ربما كان صحيحا ولكن توقيتها بالغ الحساسية وصياغتها أثارت وتثير موجة كبيرة من الغضب، مشيرا إلى أن حماس حاليا تمثل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وهي منخرطة في معركة مصيرية من أجل إقرار إسرائيل والمجتمع الدولي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أنها راجعت مؤخرا ميثاقها ووافقت علي حل الدولتين وقبلت بالانضمام لمنظمة التحرير في إطار مشروع متكامل لإصلاحها، وهناك تقارير واستطلاعات رأي توضح أن مصداقيتها وشعبيتها حاليا تفوق السلطة الفلسطينية مايعني أنها تعد لدي الكثيرين أكثر تمثيلا للشعب الفلسطيني في ظل شيخوخة وترهل السلطة وسياسات إسرائيل التي أجهضت أي إنجاز يمكن للسلطة أن تقدمه للشعب الفلسطيني مقابل ماقدمته وتقدمه حماس من تضحيات.
من جهته قال السفير محمد مرسي إن كلام وزير الخارجية المصرية هام ويستوجب من سرعة النفي أو التأكيد ، مع التوضيح والتفسير في حالة التأكيد ، خاصة أن حماس في قلب مواجهة تاريخية مع إسرائيل وهذا يثير تساؤلاً عما إذا كان من المناسب في خضم هذه المواجهة إعلان أو إعادة إعلان موقنا من حماس ودورها.
وأضاف أنه يتمنى أن نرسم خطوطاً فاصلة تحدد بكل جلاء ووضوح وبشكل مستقل عن توجهات بعض أشقائنا وغير أشقائنا علاقتنا بحماس وحدودها وضوابطها ، وما يتماسَّ معها كذلك وبالضرورة من تعريفات خاصة بمعاني المقاومة وتعريفات الإرهاب وحرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ومن هو العدو.
وقال إن أصابع الاتهام توجه لنا الآن من جهات عدة علي رأسها إسرائيل وأمريكا بأننا السبب في عدم وصول المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزه بسبب إغلاقنا لمعبر رفح، وهناك من يتهمنا بأننا نعمل أو نتعاون مع إسرائيل ضد حماس، وإسرائيل تتهمنا بدورها بالتسبب في تسرب السلاح لحماس عبر حدودنا مع قطاع غزة (محور فيلادلفيا).
وقال إننا الآن مجبرون للوقوف في موضع نفي هذه الاتهامات والدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن ذلك وضع لا يليق بمصر وبدورها في دعم قضية العرب المركزية.
واختتم مؤكدا ضرورة الانتباه، لأن الطوفان يلامس الآن حدودنا الشمالية الشرقية إن لم يكن قد اخترقها بالفعل.
في ذات السياق قال د.مأمون فندي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن اعتراضه ليس على كلام وزير خارجية مصر سامح شكري بل ايضا على قبوله الحديث في ورشة جانبية عن الجهاد والخلافة.
وأضاف ” فندي” أن كلمة مصر يجب أن تكون في جلسة افتتاحية، لأن مصر بلد ذات وزن.
من جهته قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن الشعب المصري قلبا وقالبا مع الشعب الفلسطيني، والدولة المصرية هى الأكثر تضامنا مع فلسطين وشعبها. والجيش المصري متأهب للدفاع عن البلاد.
وأضاف أن تصريحات بعض المسئولين غير مناسبة، بينما نجد تصريحات بعض الدول الأخرى كأنها على خط النار.
الكاتب الصحفي أسامة الألفي وصف تصريحات شكري بالغريبة غريبة ، لاسيما قوله : “حركة حماس خارج الإجماع الفلسطيني، ويجب محاسبة من عمل على تعزيز قوتها في غزة”.
وتساءل الألفي: هل تعبر هذه التصريحات عن حقيقة الموقف المصري الرسمي من حركات المقاومة الفلسطينية بشكل عام وحركة (حماس) بشكل خاص؟!
صحيفة رأي اليوم الألكترونية