صحة ورشاقة

هل يتحوّل تناول البروتين إلى هوس؟

هل يتحول سعيك للصحة إلى هوس؟ مؤشرات خفية قد تكشف أنك تتناول أكثر مما يحتاجه جسمك… واختلال بسيط قد يضر أكثر مما يفيد.

 

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً لافتاً في الإقبال على الأطعمة الغنية بالبروتين ومكملاته المختلفة، وسط انتشار واسع لمفاهيم مرتبطة ببناء العضلات وفقدان الوزن. ومع ذلك، يحذر خبراء التغذية من أن هذا الاهتمام، الذي بدأ كخيار صحي، بات يتحول لدى البعض إلى هوس قد يعرض صحتهم للخطر.

الفجوة بين الحاجة الحقيقية والإفراط الغذائي

ورغم أهمية البروتين في بناء العضلات وإصلاح الأنسجة وتعزيز المناعة والتحكم في الشهية، تشير دراسات إلى أن الكثيرين يستهلكون كميات تتجاوز احتياجاتهم الفعلية، خاصة مع انتشار ألواح البروتين والمساحيق والمنتجات المعززة.

وتؤكد «منظمة الصحة العالمية» أن تناول بروتين حيواني بنسبة تتجاوز الحاجة بـ8% يزيد احتمال الإصابة بالسمنة بنسبة 23%. كما أن الكميات الزائدة قد تتحول إلى دهون أو طاقة فائضة، وتُثقل عمل الكبد والكلى، خصوصاً لدى من يعانون من مشكلات صحية مسبقة.

إلى جانب ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول البروتين إلى تراجع الاهتمام بالعناصر الغذائية الأخرى، وخصوصاً الألياف، ما يسبب مشكلات هضمية كالإمساك والانتفاخ.

ما الكمية الصحية؟

يوصي الخبراء بأن يشكل البروتين ما بين 10% و35% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وتختلف الحاجة الفردية وفق العمر والوزن ومستوى النشاط البدني، إذ يحتاج البالغ غير النشط حوالى 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزنه، بينما قد تصل حاجة الرياضيين ورافعي الأثقال إلى 2.2 غرام لكل كيلوغرام. وينصح الأطباء بتوزيع هذه الكمية على 3 إلى 4 وجبات يومياً لضمان أفضل امتصاص.

كما توصي الإرشادات برفع تناول البروتين قليلاً لدى الأشخاص فوق سن الأربعين للوقاية من فقدان الكتلة العضلية (الساركوبينيا)، مع ضرورة الموازنة بين البروتين الحيواني والنباتي.

علامات التحذير: هل تتناول/ين الكثير من البروتين؟

يشدد المتخصصون على ضرورة الانتباه لعلامات قد تدل على الإفراط، أهمها:

– رائحة فم كريهة ناتجة من الكيتونية.

– الجفاف نتيجة عبء إضافي على الكلى.

– زيادة غير مبررة في الوزن.

– اضطرابات هضمية مثل الإمساك أو الغثيان.

– إجهاد الكلى أو الكبد لدى ذوي التاريخ المرضي.

العودة إلى التوازن

ويؤكد خبراء التغذية أن الحل يكمن في حساب الاحتياج الفعلي بدقة، مع التركيز على مصادر البروتين الجيدة، والإكثار من شرب الماء، وتعزيز تناول الخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل الاعتماد على المكملات إلا عند الحاجة.

في ظلّ انتشار ثقافة «البروتين في كل مكان»، يبدو أن الخط الفاصل بين الصحة والهوس أصبح رفيعاً، ما يستدعي وعياً أكبر للحفاظ على نظام غذائي متوازن يعزز صحة الجسم من دون الإفراط في أي عنصر غذائي حتى ولو كان بروتيناً.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى