أزمة الشعر العربي ( 1 )
ما هو الفرق بين الشعر و النثر ؟
لقد كثر الحديث عن الموضوع و خاصة في أوروبا حيث تخلى معظم الشعراء عن الوزن التقليدي و القافية و المجاز مما أدى إلى توقف الجماهير الواسعة من إقتناء المنشورات الشعرية المحدثة ، حتى أن الصحف و المجلات توقفت عن نشر الدوواوين الشعرية الجديدة إلا في حدود ضيقة جدا ، و هكذا توقف عن النشر معظم الشعراء المحدثين ذلك لأن دور النشر و الصحف توقفت فعلا عن الإهتمام بالشعر المحدث ذلك لأن هذه الدوواوين لم تعد تباع في الأسواق مما جعل معظم الشعراء أن يعودوا إلى نظام التقفية ، و إيقاع المقاطع الموزونة كما كان الحال في المرحلة الرومانسية كأمثال ” لامارتين ” و ” فيكتور هوغو ” و ” ألفرد ده موسيه” و آخرين من نجوم تلك ، المدرسة ..
هذا ما حدث و يحدث هناك في أوروبا و أميركا و حتى عندنا في الشرق الأوسط ذلك أن الشعر فنّ تعبيري له خصائصه المميزة بالطابع الخاص لكل شاعر و التي حافظت عليها الأجيال قرونا ثم هجمت الحداثة و أزاحت تقاليد الشعر التي تمثل خصوصيته مما أدى إلى نوع من الكساد الواسع في أسواق البيع لإصدارات دور النشر كما قيل لي هناك في باريس من بعض هواة الشعر و بائعيه الحريصين على الربح الذي إختفى كليا أو كاد أن يختفي … فلماذا حدث ذلك ؟! …
لا شك أن الأسباب الرئيسية لهذا التغيير الكبير يعود إلى أن الجمهور العربي أصلا لا يميل إلى النماذج الحديثة الخالية من خصائصه التاريخية العريقة في الوزن و التقفية و إستخدام المجاز ..و لا بد من معالجة هذه الظاهرة الإشكالية في أبحاث عميقة سليمة من أمراض التظاهر المتطرف في الأداء و الإخراج عموما …
نطرح هذا الموضوع المثير للجدل و على الأخص بعد نشرنا مقالات أخرى حول هذه الأزمة، في تنويعاتها الثقافية هنا أو هناك عبر اسباب الأزمة و أوجاعها و سبل إنقاذها كظاهرة مصطنعة فإلى اللقاء القريب …