علاقات اجتماعية

أسباب عزوف الزوج عن النقاش معك

تعاني الكثير من العلاقات الزوجية من غياب عنصر أساسي جداً، ألا وهو «الحوار الناجح»؛ فلطالما نسمع شكاوى أغلب النساء في ما يخص صمت زوجها القاتل داخل المنزل، ومن تفضيله الحديث مع أصدقائه وزملاء عمله عليها، ولطالما كانت الجملة الأكثر تداولاً بين النساء: «إنَّه لا يهتم بي، فلست من ضمن أولوياته، ولا يسمعني».ويفشل كلا الزوجين في إجراء حوار واعٍ وناضج؛ فما يلبث أحدهما أن يخوض في مناقشة فكرة معينة حتى يتشعب الموضوع ويأخذ أبعاداً مختلفة تماماً، ويتنافس كلاهما على إلقاء التهم على الآخر؛ لينتهي النقاش بجدال يفضي بدوره إلى مصيبة، وقد يصل بهما إلى الطلاق.

تبدأ مشكلة غياب الحوار بين الشريكين من النظرة الأحادية القاصرة؛ حيث ينظر كل شريك إلى الأمر من زاويته الخاصة دون محاولة وضع نفسه في مكان الطرف الآخر، كما يعدُّ الوقوع في فخ التعميم السلبي من الأسباب القوية لإشعال النار بين الطرفين في أثناء الحوار؛ حيث تميل بعض النساء مثلاً إلى وضع إشارة حمراء كبيرة على كامل شخصية الزوج من جراء ارتكابه خطأ في ناحية معينة، كما قد يؤدي غياب الوعي وضعف دراسة الخصائص النفسية المختلفة بين الجنسين إلى الكثير من مشكلات التواصل بين الشريكين.

تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لـ«سيدتي»: علينا أن ننتبه على تفاصيل قد تغيب عنك بفعل مقتضيات الحياة وتحدياتها وضغوطاتها؛ فكم من متعة وسعادة وبهجة تضيع منا من جراء ثغرات بسيطة كان لزاماً علينا اكتشافها والتعامل الجيد معها للوصول إلى جودة الحياة التي نستحقها!

* أسباب هروب زوجك من النقاش معكِ

نكدية:

اسألي نفسكِ: «هل أنتِ امرأة نكدية أو مرحة؟»، «هل تعيشين لحظات السعادة بكامل تألقها ورونقها أو أنَّك تقتلين اللحظة وتشوهين الفرح؟».

إن كنت من الشخصيات الجدية التي تميل إلى النكد؛ فلن يرغب زوجك في النقاش معك، ذلك لأنَّ الرجل يحب مَن تضفي بهجةً ومرحاً على حواراتها، ويبتعد عمَّن تعتمد الجمود والرتابة في حديثها طوال الوقت كما لو أنَّها في محاضرة جامعية.

عدم الوعي بالخصائص النفسية لدى كلٍّ من الجنسين:

يأتي الزوج إلى المنزل بعد يوم كامل من العمل المرهِق، والاجتماعات مع رجال الأعمال، ومحاولة إيجاد حلول لعدم رضا موظفي شركته، ويتوقع أن يجد الراحة والهدوء في المنزل، لكن من جهة أخرى، تنتظر المرأة عودة زوجها بعد قضائها يوماً متعباً مع الأولاد وفي عمل المنزل؛ كي تتكلم معه وتفضفض له، وتشاركه تفاصيل يومها؛ فتبدأ هنا المشكلات، حيث يميل الرجل إلى الصمت بعد عودته من العمل بوصفه نوعاً من الراحة، وتقتضي طبيعته السيكولوجية ذلك؛ فهو مفطور على الكلام عند الحاجة فقط، في حين أنَّ الأنثى مفطورة على التفاعل والمشاركة والكلام والتواصل، وترغب في التعبير عن نفسها في كل الأوقات، فإذا لم يكن هناك وعي بين الشريكين بهذه الخصائص تظهر المشكلات التي يجب تداركها من كلا الطرفين.

عدم الإصغاء الجيد:

من أكثر المهارات الغائبة بين الشريكين هي مهارة الإصغاء الجيد؛ حيث يميل كل شريك إلى إثبات وجهة نظره فحسب، دون الإصغاء إلى وجهة نظر الآخر.

يجب على كلٍّ من الزوجين في حال رغبتهما في بناء حوار ناجح في ما بينهما إعطاء الطرف الآخر الفرصة لإبداء فكرته مع الإصغاء إلى كل كلمة يقولها دون أي مقاطعة، والانتباه على لغة الجسد في أثناء الحوار، كأن يومئ الطرف الأول برأسه للطرف المقابل إشارة إلى أنَّه منفتح على الحوار معه بغض النظر عن قبوله لفكرته أو لا. وإضافة إلى الانتباه على نبرة الصوت، تجب المحافظة على نبرة صوت متوسطة في أثناء الحوار؛ حيث يُعطِي الصوت العالي انطباعاً بالعدائية ورفض الآخر.

ضياع السبب الأساسي للحوار:

يضيع الهدف الأساسي من الحوار في أغلب النقاشات الزوجية، بحيث يتطرق كلٌّ من الشريكين إلى مواضيع أخرى بعيدة كل البعد عن الموضوع الرئيس، غارقين في الاتهامات واللوم والانتقادات؛ الأمر الذي يجعل النقاش عقيماً، فعلى سبيل المثال: إذا انفعل زوجكِ وتشبث برأيه في أثناء حواركما عن موضوع له علاقة بطفلكما، ومن ثَم بدأ إلقاء التهم عليك وبعثرة الموضوع إلى اتجاهات كثيرة غير مجدية من شأنها أن تستفزك وتُقلقكِ؛ فلا يجوز هنا أن تفقدي أعصابك وتنحرفي عن الهدف الرئيس للحوار، بل يجب عليكِ إدارة الحوار من جديد وبذكاء شديد.

التعميم السلبي:

تُخطِئ الكثير من النساء عندما تُحوِّل زوجها إلى إنسان سيئ تماماً من جراء تصرف سلبي واحد قام به؛ حيث تفقد السيطرة على أعصابها في لحظة احتدام النقاش حول تصرف ما قام به الزوج، وتستحضر فجأة شريط الذكريات السلبية، بحيث تبدأ تعداد كل التصرفات السلبية التي قام بها من لحظة معرفته بها؛ الأمر الذي يجعل الأمور تزداد سوءاً.

ينفر الزوج من النقاش مع زوجته مستقبلاً من جراء هذا الخطأ الفادح؛ لذا يجب على الأنثى أن تحترم اعتراف زوجها بالخطأ وتُقدِّر له هذه النقطة، وفي حال عدم اعترافه، عليها أن تُوصِل انتقادها له بأسلوب ذكي ولطيف وراقٍ، بحيث تبدأ معه بالكلام الإيجابي، وتطرح بعد ذلك تعليقها على سلوكه.

يجب الانتباه هنا على ضرورة ربط التعليق السلبي بسلوك الشخص، وليس بالشخص نفسه، ومن ثَم اختتام الحديث بجملة إيجابية.

إثارة المواضيع التي لا تهم الرجل:

اعلمي أنَّ الرجل انتقائي في المواضيع التي يحب الحديث والحوار فيها؛ لذلك عليكِ البحث عن اهتماماته، ثم الدخول في النقاش معه من خلالها، كما عليك استخدام عنصر التشويق لشد الرجل إلى حديثك.

عدم تقبل اختلاف الآخر:

تُعَدُّ عدم القدرة على تقبل اختلاف الآخر من الأسباب الأساسية التي تمنع الحوار الناجح بين الزوجين، بحيث يرغب كل من الطرفين في جعل الآخر مشابهاً له تماماً؛ إذ يُغلَق باب الاستفادة والإبداع والفرص والآفاق والتطور والارتقاء إن كان الإنسان متعصباً لآرائه وأفكاره، ومتشبثاً بقناعاته، ولا يقبل أي نقاش يختلف عمَّا يؤمن به.

المقارنات:

إن كنتِ تقارنين زوجك مع غيره من الرجال، وتستغلين كل فرصة للنقاش معه لكي تثبتي له نقاط ضعفه بالمقارنة مع الآخرين وقلة حيلته وسوء سلوكاته؛ فلن يرغب زوجك في إعادة النقاش معك مرة أخرى، وستبنين حاجزاً كبيراً بينك وبينه؛ ذلك لأنَّه سيجد نفسه أمام شخص لم يعد يثق به، ويحترف تحطيم معنوياته والنيل من قيمته؛ لذلك كان لزاماً عليكِ أن تشجعي زوجك وتقوي ثقته بنفسه بحيث يبادر إلى التصرفات الإيجابية من تلقاء ذاته.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى