فن و ثقافة

أسرار حول إطلالة المذيعة

أسرار حول إطلالة المذيعة… الشاشة لا تعرف الرحمة، لذلك يجب أن يكون كل شيء مدروساً وبعناية، لا نبالغ إن قلنا فائقة. فالملابس التي تتناسب مع طبيعة البرنامج ومع عمر المذيعة، وتسريحة الشعر ولونه، حتى طبيعة الماكياج، كلها تفاصيل – على كثرتها-  يقف خلفها فريق عمل كامل، لكن في النهاية لا يمكن إلا أن تختار المذيعة بنفسها الإطلالة التي ترتاح لها دون أن تبتعد عن إرشادات المحطة بخصوص المظهر.

فكما بات معروفا، يستقطب مظهر النجوم اهتماماً ملحوظاً لاسيما الذين يظهرون بشكل شبه يومي عبر الشاشة الصغيرة ويتابع الجمهور بدقة وشغف كل ما يتعلق بإطلالتهم وتسريحة الشعر، وتحديداً الملابس التي يرتدونها يومياً، هذه النقطة الأخيرة لا تشغل بال من يملك “الحشرية” تجاه الموضة فقط بل تطاول جل المشاهدين الذين يستمتعون بمشاهدة المذيع وانتقاد مظهره الخارجي على سجيتهم. ويتساءل كثيرون إذا كانت المذيعات يملكن كل هذه الكمية الهائلة من الملابس ليبدلنها كل يوم، فيما يحتار الرجال بتعداد ربطات العنق التي يظهر فيها المذيعون بين يوم وآخر.

هنا لا نكشف سراً في القول إن فئة من المشاهدين تظن أن القيمين على المحطات التلفزيونية -أيا كانت- يقدمون ميزانية خاصة للمذيعين لشراء الثياب والظهور بمظهر لائق، فيما شريحة أخرى تعتقد أن المذيعين في محطات التلفزيون يملكون “كارت بلانش” يخولهم اختيار الملابس التي يريدونها مجاناً، والفضل يعود “لنجوميتهم وشهرتهم”.

إلا أن الواقع  لا يحتاج لخافي عيوب- ويكشف عن وضع مختلف كليا لما يعصف في العقول، إذ أن بعض المذيعات يلجأن إلى استعارة الثياب من محلات ألبسة على أن يعلن عن مصدرها في مقدمة نشرة الأخبار أو في مقدمة البرنامج مهما كان نوعه أو عن طريق إدارة التلفزيون التي تأخذ على عاتقها تدبير الأمر مقابل إعلانات تبث في المحطة.

وبعض المذيعات ولأسباب مختلفة يلجأن إلى “حواضر البيت”، فيستعرن الثياب من صديقات لهن أو من محلات تجارية تربطهن بأصحابها علاقات صداقة فيتكفلن بدفع مصاريف التنظيف للمصبغة في ما بعد، وأخريات لا يمانعن أبدا في دخول محلات البالة تحت يافطة – أوروبيات-

فأي مذيع في العالم تتحكم بإطلالته عوامل عدة، بالإضافة إلى طبيعة البرنامج الذي يقدمه وتوقيت العرض، مثل العمر، وشكل الجسم، وذوقه الخاص أيضاً

تكرار الملابس، إشكالية لا تلامس حد المشكلة عند بعض المذيعات والمذيعين، فقد يرى قسم أن هذه الطريقة في التفكير ليست إلا ضرباً من ضروب التبذير والحساسية غير المبررة، خاصة إذا ما نظرنا للغلاء الفاحش الفاجر الحاصل، وللجيبة التي منها يسمع صوت ريح يعصف وللراتب المهدود الخالي الدسم، فيما يجزم قسم ثان بأنه قدر الإمكان لا يتم تكرار الملابس ، لكن لا يخلو الأمر، فكل مذيعات العالم يفعلن ذلك، لكن يكون التكرار بذكاء، من خلال إضافة بعض الإكسسوارات إلى الملابس لتبدو جديدة ومختلفة، ويجب أن تمر فترة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة شهور على الأقل ليعاد ارتداء هذه الملابس حتى لا يلاحظ أحد الأمر، أما بالنسبة للماكياج والشعر، فلا شك بأن إدارة التلفزيون تتدخل بفرض نمط محدد، وبشكل خاص لمذيعي الأخبار والحوارات السياسية، فلا يسمح باستخدام الألوان كثيراً، إنما لا يخلو الأمر من بعض التجاوزات من قبل المذيعين لكسر مرحلة الملل من الإطلالة المتكررة، مثل لون الشعر المختلف أو ألوان الماكياج الجديدة.

وعادة الأمر يتوقف عند التوافق بين إدارة المحطة وما تراه مناسبا وذوق المذيعة حتى تكون الأخيرة مرتاحة وقادرة على أداء عملها وهي واثقة بإطلالتها.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى