فن و ثقافة

أسعد فضة في ( ملتقى الإبداع): الإدارة مستلبة أمام النجوم وكأنهم في حارة شعبية!  

 

 

 

 

 

خاص :

آخر فعاليات ملتقى الإبداع في المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية، كان باستضافة الفنان أسعد فضة، الذي طرح في حوار الطلاب معه آراءً باهتة تفترق كثيراً عن جيل المسرحيين الشباب وهمومهم والعلاقة الإشكالية بين النجومية والفن وحال الدراما السورية في الحرب.

جاءت استضافة الفنان أسعد فضة بعد أن حلّ نجومٌ كثيرون على الملتقى من بينهم منى واصف ونضال الأشقر وأسامة الروماني وغسان مسعود وعبد المنعم عمايري وصولا إلى تيم حسن، ولا نعرف بعد تتمة القائمة التي تسعى إدارة المعد لاستضافتها من نجوم الفن.

والملاحظة الأساسية التي تؤخذ على هذا النشاط اللافت ، هي غياب أركان المسرح الآخرين الذين كتبوا للمسرح أو درسوا فيه، أو حتى لأولئك الذين اشتغلوا بالنقد أو الديكور أو الإضاءة ، وكان لهم دور هام في الحركة المسرحية السورية، وكأن النجوم فقط هم الذين بنوا المسرح السوري بلا كتاب ولا مخرجين ولا نقاد .

وكان ثمة مسافة زمنية بين أول فعاليات الملتقى، والأخير منها، وكان يمكن مثلا استضافة الكاتب الكبير وليد إخلاصي قبل وفاته ، وكان يمكن أن يتم ذلك مع فرحان بلبل وعبد الفتاح قلعجي وغيرهم، مما يسهم في استكمال الدور الحقيقي لفعاليات ملتقى الابداع .

وإذا كان ثمة صعوبات صحية أو غيرها تواجه استضافة مثل هؤلاء، كان يمكن أن تجري هذه العملية بشكل مباشر عبر شاشة تواصل وكونفرنس مباشر وهذه عملية  سهلة في تقنيات اليوم .

مثل هذه الملاحظة لاتعني التقليل من أهمية الملتقى، فهو على كل حال بادرة طيبة وثقافية وعلمية لكن وقوعها في مطب النجومية يترك محاذير كثيرة كأن يستلب الطلاب والإدارة نفسها أمام نجم معين كما حصل أثناء استضافة تيم حسن ، الذي كان استقباله أهم من استقبال رائد المسرح السوري أبي خليل القباني فيما لو عاد من القبر.

ورغم إشارة الفنان أيمن رضا الاحتجاجية من قبل إلى الأوضاع الكارثية للطلاب وضرورة مناقشتها، فإن النقطة الأبرز تكمن في غياب الموضوع الأهم في قضية الطلاب وهي وصول الفنان إلى النجومية ومخاطرها وتراجع دوره في صناعة الدراما المحلية.

وفي أحد التقارير التي نشرت بعد لقاء الفنان أسعد فضة هناك إشارة إلى أنه ” لعب أدوار الفنان جميعها، فعرف ممثلاً ومخرجاً مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً ومعلماً قديراً ومديراً للمسارح والموسيقا” وهذا يعني أن الملتقى يحتاج إلى كل هذه النماذج التي وردت عن خبراته.

وأقتبس مما قاله الدكتور تامر العربيد في لقاء الفنان أسعد فضة أن هذا اللقاء ” يأتي ضمن خطة عمله في رفع المستوى الأكاديمي، وأداء الطلاب في كل الأقسام”

وأضاف: “إن ملتقى الإبداع ماض في هدفه بتقديم قامة فنية للطلاب للحديث عن تجربتها ومحاورتها لهم بكل شفافية، الأمر الذي يحقق هدفاً كبيراً من أهداف المعهد بتسليط الضوء على تجارب الرواد والمجددين والتي تقدم دروساً لفناني المستقبل وإجابات عميقة مبنية على مسيرة وتجربة فنية غنية”.

إن هذا الكلام يعني مباشرة توسيع قوس الخيارات والطيف الذي يأتي منه خبراء المسرح ، وعدم الاكتفاء بنجومه !

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى