كتاب الموقعنوافذ

أترك لشاعر مقعد الكتابة !

ـ أترك لشاعر مقعد الكتابة …لقد سبقنا إلى الحزن الكثيرون منذ ملايين السنين في تاريخ الإنسان، تعالوا  ناسف لأجلهم ـ

سأقتبس من الشعر كل هذه “السعادات” المجازية ، ففيها كمية من الأصحاب القدامى الذين يعودون إلى الذاكرة كما تعود أسراب السنونو . وفيها كمية من التمجيد العاطفي الذي تستحقه الحياة بكل غواياتها ونكباتها ومحدود مدتها.
وفي يوم الشعر العالمي، كل شاعر يتأمل قصائده الخالية من الزجاج… ولكن المليئة بالرمل. وقد يتوهم الشاعر مثل المؤمن: “لا تستوحش كثيراً فلربما كان الله مع المخذولين”.
……………….
رأيت شاعراً يخاطب وردة : “سموك !”
“رأيت حَمَلاً يأكل طائرة ورقية”
“رأيت كتاباً كل كلماته من البللور”
“رأيت متحفاً بعيداً عن العشب
ومسجداً بعيداً عن الماء…
وعند رأس سرير فقيه يائس
رأيت ” كوزاً” مليئاً بالأسئلة”.
هذا شعر لشاعر إيراني ميّت . ولكنه قبل أن يغادر ملأ الحياة بهذا المديح. وستجدون أسبابي ، في ترك مقعد الكتابة هذا له في هذا اليوم الفضيل… يوم الشعر.
قلبي طبل، يطرق عليه زنجي أحمق في طقس جنائزي موجع !
الحياة طرفة تين أسود في فم صيف مزّ
الحياة حس غريب يشعر به طائر مهاجر.
الحياة صافرة قطار يدور في حُلم جسر
الحياة رؤية حديقة من زجاج معلق في طائرة…
لمسُ وحدة القمر.
فكرة شم وردة في كوكب آخر.
الحياة… غسل صحن .
الحياة جذرُ المرآة وهندسة بسيطة ومتساوية للنفوس.
الحياة… الاستحمام في حوض “الآن” .
مثل جناح حشرة أعرف وزن الفجر
مثل أصيص أصغي إلى موسيقى النموّ.
كزنبيل مليء بالفاكهة فيّ السخونة الحادة للنضج.
مثل خمارة أنا على حدّ الكسل
أنا مسرور بتفاحة، وبشم ضمّة نعناع برّي. أنا لا أضحك
لو انفجر بالون الأطفال
ولا أضحك لو أن فلسفة نصّفت القمر.
………………
لنزرع شتلة عند كل منعطف كلام
ولنرشّ بين حرفين حَبَّ السكون
ولا نقرأَّن كتاباً لا تُقبل منه ريح.
وكتاباً خلاياه عديمة البعد.
ولنعلم أنه لولا الدود لكانت الحياة ينقصها شيء.
ولولا الموت لكانت اليد تبحث عن شيء.

29.03.2014

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى