أديان وديانات !
أديان وديانات
“جثة العدو تفوح ، دائماً، برائحة طيبه !”
_____________________________________
صرخة المطعون في ديانته، أقوى من النواح المتصل الذي يقطّع القلب، حين يصدر عن الألم البشري.
عندما تسمع هذه الصرخة … صرخة المطعون في ديانته، من أي صنف من أصناف السراويل الأفغانية أو الافرنجية … إعلم أن الأمور ذاهبة إلى صراع الأديان، على أيدي المدّعين بحوار الحضارات.
صرخة المطعون في ديانته… عندما يرى مئذنة تتداعى بقذيفة، أو كنيسة تتشظى بعبوة … اعلم أنه ذاهب إلى الحرب، أو إلى معبدها المعنوي للصلاة من أجل حرب. فإذا ما نشبت حرب الأديان فليس هناك بيوت لله تستدير عنها الحرب وتمضي. ففي كل حرب رائحة من بارود قديم وسيف قديم … في شكل كراهيات ينتجها كل دين لغريمه !
الإسلام يريد استعادة أندلس الفتوحات، ومجد الخلفاء. وهم مؤسسو الصراعات الإجبارية، منذ كان النبي على فراشه ينتظر أصحابه ليكفنوه ويدفنوه .
والمسيحية في الشرق تتعرض لامتحانات البقاء أمام موج الفتوحات الجديدة، وقوانينها الحربجية قبل أربعة عشر قرناً :
” أسلم تسلم”
“ادفع تنفع” .
أما اليهودية، فتلك التي تنتصر على الاثنين بتحالفات، من نوع آخر، هو محصلة الدمج الكيميائي الايديولوجي للكلمات الثلاث: “الصهيونية، الإسرائيلية، اليهودية”… حتى يغدو شيئاً واحداً كلي القدرة ولا ينفصل .
العامل الصهيوني:
يلعب ويستأجر الملاعب في أمريكا وبعض أوروبا.
العامل الإسرائيلي :
يتجسد هنا في فلسطين وسورية والأردن ولبنان ومصر.
العامل اليهودي :
أزلي وأبدي في مسعاه النخبوي… إلى تأسيس دولة اليهودية ، مقابل ” إسلام أميري ” تسهل مسالمته على جغرافيا دويلات الطوائف، يؤسسها الخلاف الإسلامي على الحصص.
بذلك وحده …
سيكون العرب، مثلما كانوا من قبل، شعوباً وقبائل، لا يوحدها أي شيء سوى الإجماع على صداقة “الدولة اليهودية” التي كان لها الفضل في تأسيس دويلاتهم الطائفية… الطوائفية على أرض مفتتة وتليق بالصغار من أمراء الفتات.
…………………..
عندما صلب المسيح… كانت الذروة التي أعلنوها نهاية للمسيحيه التي جاءت بكلمة الحب، تقدم شهداءها ما يقرب من مائتي سنة. حتى أدرك الرومان القيمة الاستعمالية لقيمها … فتبنوها ليبنوا تحالف القصر والمعبد ، لقرون ، ضد الفقراء .
عيد الميلاد….
يوم يحتفل به نصف البشريه بوصفه يوم البشارة والحب…
والاقتصاد أيضاً.
تأمل الرقم المذهل الذي تصرفه البشرية كل عام في يوم واحد. وهو واحد ونصف تريليون دولار.
هذا مالم أفكر به وأعرفه…
ولكنني أعرف أن بلكونات القصاع وباب توما لم تضىء لمبة واحدة في هذا اليوم .
موت الأعياد …. عنوان لموت البشر!
28.07.2013
بوابة الشرق الاوسط الجديدة