كتاب الموقعنوافذ

كتاب خيبة…أفضل من مقالات نصر !

كتاب خيبة...أفضل من مقالات نصر !

“إذا قبلت الدخول إلى اصطبل السياسة…عليك أن تتحمل: فتارة تكون أنت فوق السرج وتارة يكون السرج فوقك “

………………………….
أثار انتباهي، وأنا أتصفح صفحات أصدقائي على الفيس بوك… الأفكار التي يبثها الصديق محمود عبد الواحد.
وهذه الفكرة، أعلاه، مأخوذة من صفحته، الأمر الذي أغراني بالاستمرار في القراءة. حتى وصلت إلى رابط وضعه، هو عبارة
عن مقال منشور في  صحيفة السفير للصديق القديم ميشيل كيلو بتاريخ 18/5/2013
أقتطع من هذا المقال ما يلي دون ترتيب:
قائد في الائتلاف يقول لقائد آخر :
” اسكت وإلا فضحتك، وكشفت فسادك و مقبوضاتك، وحقيقة مواقفك.” فيرد الثاني: وإذا لم تسكت أنت كشفت المستور، وهتكت الأستار، وبيّنت ارتباطاتك.”
ويتساءل ميشيل:( لم لم يفتح تحقيق في هكذا إتهامات؟)

المقطع الثاني من مقال ميشيل:

” يستعين النظام بخبرات روسية وإيرانية على مستوى رفيع من الدراية والمعرفة. ويبادر إلى إزاحة القادة العسكريين الفاشلين واستبدالهم بغيرهم. بينما يأتمر قادة المجالس العسكرية (للمعارضة المسلحة) بإمرة أصحاب مهن حرة من : معلمي دهان، وتلييّس، وكومجية، وخبازين، ودكنجية، وبائعي خضار، وشوفيريه، وشرطيين، ومربي دجاج، وعاطلين سابقين عن العمل، وكومسيونجية… الخ .
………. فإن بقي هناك في مكان ما عسكري على قدر من النفوذ من جماعة سياسية فإنها تمارس الانتقائية في توزيع الأسلحة والمعونات والذخائر، وتحرم مقاتلي الميدان منها.”
………………
بصرف النظر عن الطابع الهجائي لهذه المقالة, فالواضح أن الجميع يعرف الجميع . ونعرف أن الأستاذ ميشيل كيلو قد حاول تطعيم غابة الائتلاف بمجموعة تتصف بأنها علمانية وديمقراطية، ولم يوفق بنيل  الموافقة على الأسماء كلها. ونعرف أن الاوروبيين حريصون على جمع ما لا يجمع، من أجل وفود أو وفد جنيف. والكل يعرف مشكلة السلاح والتسليح… إلخ
وحتى الآن .. من المشكوك فيه أن يتطابق الواقع مع الادعاء. فيما يتعلق بتمثيل قادة الائتلاف للسوريين. حسب الشرائح. والأكثر شكاً هو وجود سلطة ، ولو معنوية، من الائتلاف على المسلحين. الأمر الذي يصعب معه أمران اثنان : “وقف القتال”. و” شغل السياسة”.
وهو نفس الأمر الذي يجعل مهمة السلطة صعبة أيضاً في إحراز النصر… فهناك من لن يتوقف عن استخدام السلاح ولسنوات قادمة ما دام الاستثمار بالسلاح قائماً، وبقيادات كالتي تحدث عنها الاستاذ ميشيل كيلو.
لكن الغريب في الأمر أن المعرفة المؤدية إلى الحقيقة لا تؤدي إلى الوقوف مع الحقيقة. فإذا كانت الصورة على هذا النحو من البشاعة. فإن تجميلها لايتم بسوى الدم الذي يراق في معركة تخاض ربما لسنتين قادمتين . ذلك لأن الشبّان (بين 15 ـ 25) الذين يقاتلون ، ليس لديهم الوقت لمعرفة حقيقة ما يجري. وربما ليس لديهم خيار الانسحاب . إن هذا أشبه بعملية إهدار دم ميدانية دون فتاوى دينية… بل بأوامر عمليات وقيادة عسكرية !
الأغرب… أن يستمر ميشيل في هذا المسرح (العبثي في كثير من عروضه) . إنه المسرح المتحرك، المتنقل، المهاجر ، المتاجر، المغامر، المكابر، المثابر… إلى آخر الراءات المقروطة لمن لديهم ” لثغة الحسن” بالراء.
هناك شيء اسمه… الانسحاب.
و هناك شيء اسمه… الاستقالة.
هناك شيء اسمه …  الاعتزال.
التقاعد.
التذمر.
بيان أخير….
وهناك شيء اسمه قلب الطاولة أو كسر الكرسي !
وهو ما يمكن أن يصلح كفصل أول في كتاب يكتبه” الصديق القديم” ميشيل، يطلعنا فيه على تجربة الخيبة.التجربه كلها . شهادة على عصر، رثاء لنصر،… أو أي خاتمة للعمر !
في التاريخ… نابليونات مهزومة.
في التاريخ… منتصرون ونصرهم أسوأ من هزيمتهم.
في التاريخ… صح مني العزم والدهر أبى .
في التاريخ… مقبرة كبرى دائماً!
…….
وعودة إلى صفحة محمود عبد الواحد لأخذ هذه العينة من التأملات:
“لا تعوّل على الجنة التي يعدك بها أحد الأديان.
إذ ربما تقع في جحيم الأديان الأخرى !”
ـ جوليان دي فالكيناري ـ
” إذا أحسست أن صخرة ثقيلة تجثم فوق صدرك، فإن  أحسن وسيلة للتخلص منها، هي أن تسد بها الحفرة التي حفرتها لأخيك ”
وأخيراً…
“كل قوانين الذئاب مكتوبة بدم الخراف” !

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى