أمل جديد لمرض الزهايمر ..

نجح باحثون في تعطيل أنزيمة تعمل على تدمير الأرجنين (مغذٍّ أساسي)، مما أدّى إلى منع تشكّل لوحات البروتينات في الدماغ، وهذه آليّة خاصة بمرض الألزهايمر. هذه الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ديوك الأميركية ونشرت في الرابع عشر من نيسان الجاري في الـ Journal of Neuroscience، تعطي الأمل للباحثين من أجل إيجاد علاج لمرض الألزهايمر، إذ ركّز هذا البحث على الأرجنين وهو من الأحماض الأمينية الضرورية المتوافرة في اللحمة، السمك، منتجات الألبان والأجبان، والتي تساعد في إنتاج البروتينات.

لهذه الدراسة، لجأ الباحثون إلى استخدام فئران معدّلة جينياً ليشبه جهاز مناعتها الجهاز المناعي للإنسان. كانت هذه الفئران مصابة بالألزهايمر مع الخصائص نفسها: لوحات البروتينات، فقدان الخلايا العصبية، فقدان الذاكرة… ولقد سمح ظهور هذه العوارض على الفئران دراسة وضع دماغهم مطوّلاً، إضافة إلى تحليل تشوّهات جهاز المناعة لديهم، مما جعلهم يلحظون أنّ بعض الخلايا الرئيسية للمناعة الموجودة في الدماغ وهي الـ microgliocyte، بدأت في التجزّؤ والتطوّر لمرحلة متقدّمة من المرض. وكانت هذه الخلايا قد أنتجت أنزيمة الأرجيناز التي بإمكانها تحليل الأرجنين، الحمض الأميني المرتبط بالذاكرة. فإذا كان الأرجنين من أهمّ التغيّرات في آلية مرض الألزهايمر، يكون من الممكن عكس هذا المرض.

وأشارت كارول كولتون استاذة طب الاعصاب في جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية وإحدى المشرفين الرئيسيين على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “جورنال اوف نيوروساينس” الى انه “في حال كان تدمير الارجنين مهما لهذه الدرجة في طريقة عمل المرض، قد يكون ممكنا من خلال وقف عمله التصدي لهذا الداء”.

وأضافت أنهم ، استخدموا فئران معدلة جينيا قبل سنوات عدة ليصبح جهاز المناعة لديها اقرب للجهاز المناعي البشري. وبالمقارنة مع باقي انواع القوارض المستخدمة لمحاكاة مرض الزهايمر، تشكلت لدى هذه الفئران ايضا تكتلات من الاميلويد بيتا اضافة الى اصابتها بتنكس عصبي ليفي وفقدان خلايا عصبية كما اظهرت تغييرات في السلوك من بينها فقدان للذاكرة.

وأوضح ماثيو كان من جامعة ديوك وأحد معدي الدراسة ان الظهور التدريجي لهذه العوارض لدى هذه الحيوانات منح الباحثين امكانية تحليل دماغها خلال فترة طويلة لمعرفة كيف بدأ المرض لديها.

وعبر درس التشوهات في جهاز المناعة طوال حياة هذه الفئران، لاحظ الباحثون أن بعض الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة الموجودة في الدماغ والنخاع الشوكي والمعروفة بالميكروغليا، وهي الاولى التي تتفاعل اثر الاصابة، بدأت بالانقسام وبالتغيير في مراحل اولية لمرض الزهايمر لدى الحيوانات.
وقد انتجت هذه الميكروغليا انزيمة تعرف بالأرجيناز قادرة على تدمير الارجنين وكانت موجودة بقوة في مناطق دماغية مهمة على صعيد الذاكرة وايضا في المواقع التي كانت الوصلات العصبية فيها تصاب بالتلف بأعداد كبيرة.

وقام الباحثون بتجميد عمل هذه الانزيمة (الارجيناز) بالاستعانة بدواء تجريبي مضاد للسرطان معروف بـ”دي اف ام او” قبل ظهور العوارض لدى الفئران ولاحظوا تقلصا للتكتلات التي ظهرت في دماغها اضافة الى اداء افضل في اختبارات الذاكرة.

ولفت كران الى ان “كل هذه النتائج تدفع الى الاعتقاد بأنه من خلال وقف عملية تقليص الارجينين يمكن حماية الفئران على الاقل من مرض الزهايمر”.يشار الى ان الارجنين حمض اميني ينتج بروتينات. وهذه المادة تعتبر ضرورية للجسم وموجودة طبيعيا في اللحوم الحمراء والدجاج والسمك وفي الحليب ومشتقاته. وقد أكدوا أن هذه الدرسات سيكون لها صدى كبير في معالجة هذا المرض عند البشر منذ بداياته الأولى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى