تحليلات سياسية

الدول الأوروبية تلتزم الصمت مع وصول منظومة الصواريخ الدفاعية “إس 400 ” إلى تركيا

تراقب الدول الأوروبية حصول تركيا على منظومة الدفاع الصاروخي الشهيرة “إس 400 ” بصمت وبتحفظ، وتحّمل مسؤولية هذه التطورات الى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، وتتخوف من ابتعاد تركيا عن أوروبا واقترابها تدريجيا الى روسيا. وعندما قررت تركيا اقتناء “إس 400” من روسيا، أبدت الولايات المتحدة اعتراضا شديدا وهددت بعقوبات، منها منع حصول أنقرة على مقاتلة “إف 35 ” رغم مساهمة الأتراك في مشاريع البحث العلمي الخاصة بهذه المقاتلة.

وصدرت مواقف محتشمة عن الأوروبيين، وذهبت هذه التصريحات الى اعتبار ترجيح عدم اقتناء تركيا لهذه المنظومة، وكانت باريس هي الوحيدة التي تفهمت القرار التركي واعتبرته سيادي، ولكن في المقابل اعتبرت منظمة شمال الحلف الأطلسي سيادي كذلك، عدم الخلط بين أسلحة الحلف وروسيا.

وتعد فرنسا الأقل تضررا بل ربما الرابح، إذا كانت واشنطن تتخوف على رصد “اس 400” لخيابا “اف 35 “إذا باعتها لتركيا، فلا تعاني فرنسا من هذا بل وربما تقوم تركيا بشراء رافال الفرنسية بدلا من للمقاتلة الأمريكية.

ولا يرغب الأوروبيون في الدخول في مواجهة مع تركيا حول هذه الصواريخ، إذ يكفي الأزمة القائمة حاليا مع إيران بعدما قررت الرفع من مستوى تخصيب اليورانيوم، والدخول مع قوة إقليمية أخرى ومسلمة، سيبدو وكأنه حرب صليبية جديدة، حيث فشلت إدارة ترامب في جر الأوروبيين الى الضغط على تركيا.

ويدور في أروقة الاتحاد الأوروبي والعواصم الكبرى مثل برلين وباريس خطاب مفاده أن الرئيس ترامب وفريقه، ومنهم جون بولتون ، سؤولين عن هذا المنحنى الذي اتخذته قضية “إس 400 “ بسبب رفض واشنطن بيع منظومة باتريوت الى تركيا رغم أن تركيا هي الدولة المتقدمة في الحلف الأطلسي في مواجهة روسيا في أي حرب محتملة. ولم تستطع الدول الأوروبية تقديم بديل لمطالب تركيا لأنها لا تصنع أنظمة دفاع متطورة مثل “إس 400 ” أو صواريخ باتريوت.

وكتبت جريدة “لوموند” الفرنسية اليوم أن اقتناء تركيا “إس 400 ” يجعلها أمام منعطف استراتيجي للاختيار بين روسيا أو الحلف الأطلسي، تحدثت عن تطور العلاقات بين أنقرة وموسكو خلال الثلاث سنوات الأخيرة على حساب العلاقات مع الغرب.

 

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى