فن و ثقافة

أول حفل تعارف للمثقفين : الحكاية نفسها عن الثقافة والأدب !

أول حفل تعارف للمثقفين : احتفالية بسيطة ، لكنها هامة في العرف الثقافي أن يتعارف الشعراء والكتاب  والنقاد على بعضهم البعض في أول خطوة تمضي بهم نحو المنظمة التي تجمع الكتاب والمثقفين في سورية ، أي اتحاد الكتاب العرب.

كان شكل الاحتفالية مغايرا للأشكال الأخرى، فقد أعد المنظمون منبرا للكاتب يقوم من خلال بالتعريف عن نفسه، والحديث عن طموحاته أو أفكاره تجاه الحركة الثقافية في سورية، ولم يقيد أحد بالوقت، فهناك من اكتفى بدقيقة، وهناك من أسهب في الحديث.

وإلى جانب هذا المنبر كان ثمة طاولة يجلس عليها رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني وعضوين من المكتب التنفيذي هما الدكتور فاروق أسليم والأرقم الزعبي، وقد فصلت هذه القاعة عن قاعة أخرى وزعت فيها أنواع العصير والموالح تمت دعوة الحضور إليها بعد الحوار الذي جرى.

وإذا كان الخبر الذي أعلن عن هذا الحفل يتعلق بلقاء ثقافي ” للأعضاء الجدد من مختلف الجمعيات الأدبية تركزت محاوره على بناء العضو بشكل يضمن عمله بالاتحاد في مواجهة ما يهدد الوطن وفي دعم البناء الثقافي بكل أنواعه. ورأى فيه رئيس الاتحاد أن اتحاد الكتاب العرب يحتاج إلى قيادة جماعية في طروحات سليمة تبني مجتمعاً صحيحاً ” فإن المسألة كانت أعمق من ذلك بكثير :

فقد كشف الدكتور الحوراني عن جوهر ومعنى الانتماء لمنظمة تجمع الكتاب والمثقفين، فليست الفكرة في الحصول على بطاقة كاتب، ولا في تعويض التأمين الصحي البسيط” بل في آلية التفاعل المطلوبة، والسعي لبناء شخصية الكاتب السوري” لأنني ــ كما قال ــ لا أستطيع أن أبني ثقافة دون أن يتشارك الجميع معي كاتحاد”.

أعلن الدكتور الحوراني  استعداد الاتحاد لاحتضان كل موهبة تملك رصيداً إبداعياً طيباً، وسيتمّ دعمها مادياً ومعنوياً من قبل الاتحاد لتبقى زهور الثقافة في وطننا ندية مخضلة، كما جاء في خبر آخر.

لكن ماهي النتائج العامة لهذا التعارف القصير ؟!

يمكن استخلاص نتائج كثيرة من هذا اللقاء ، وبالتالي يمكن البناء عليها في تحليل موسع ، ومن بين هذه النتائج :

ــ تدفق المحللين السياسيين الذي ظهروا خلال الحرب على الاتحاد للانضواء تحت سقفه ، ومنهم من ليس بحاجة إلى منظمة تؤطره نظرا لوجوده في مؤسسات أخرى هامة .

ــ وجود كم كبير من الشعراء ، وتراجع في عدد كتاب القصة والرواية .

ــ وجود باحثين ومترجمين .

ــ تشابه في الهموم المطروحة على المنبر الذي وقف أمامه المتحدثون .

وبين هذه النتائج، تبرز الفكرة الأكبر ، في التعاطي مع هذا النوع من الأنشطة جديدة النوعية ، وهي فكرة أن ثمة ( أزمة ثقافية ) أزمة تشبه (الركود) في لغة الاقتصاد، فالكاتب يحتاج إلى دعم وقوة لدفع عملية الإنتاج الثقافي لديه، والكاتب يشتكي من قصور مادي لا يتم التعاطي معه من قبل كافة المؤسسات، وكأن الثقافة آخر همومنا ( على فكرة الجميع أكدوا على أهمية الدور الذي يلعبه المثقف في أي مرحلة من المراحل) . وأخيرا يحتاج الكاتب فعلا إلى إشهار وإنتاج جيد وتسويق علمي إعلامي لتستكمل العملية الثقافية نفسه .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى