النقل الفضائي يقطع شوطا جديدا بنجاح أول رحلة مأهولة لـ’ستارلاينر’
دخل إلى محطة الفضاء الدولية الخميس رائدا فضاء هما الأولان تنقلهما مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة “بوينغ”، رغم تعرضها لمشاكل جديدة خلال رحلتها، منجزَين بذلك خطوة اساسية في هذه المهمة المرتقبة منذ سنوات.
وقال رائد الفضاء من وكالة ناسا بوتش ويلمور مبتسما: “يا له من مكان ممتاز، ومن الرائع أن أعود إليه”، إذ أنها المرة الثالثة يمضي فترة في محطة الفضاء الدولية وكذلك زميلته سوني وليامز.
ستارلاينر تحدياً مهماً لمجموعة “بوينغ” ولوكالة الفضاء الأميركية (“ناسا”)
وتشكّل هذه الرحلة المأهولة الأولى لـ”ستارلاينر” تحدياً مهماً لمجموعة “بوينغ” ولوكالة الفضاء الأميركية (“ناسا”)، إذ من شأنها أن تثبت أن المركبة بات آمنة لاستخدامها في عمليات منتظمة.
ووقّعت “ناسا” عام 2014 عقدين مع شركتي “سبايس اكس” و”بوينغ” لتصنيع مركبتين فضائيتين جديدتين تتوليان نقل روادها إلى محطة الفضاء الأميركية. لكنّ برنامج “بوينغ” تأخر سنوات عن “سبايس إكس” التي توفر مركباتها خدمات نقل لرواد “ناسا” إلى المحطة منذ عام 2020.
وقال المدير المساعد في “ناسا” جيم فري “عندما يتم اعتماد +ستارلاينر+، سيكون لدى الولايات المتحدة نظامان لنقل البشر إلى محطة الفضاء الدولية، وهو ما لا يتوافر لدى أي بلد آخر”.
وبعد إقلاعها من فلوريدا في اليوم السابق، اقتربت المركبة الفضائية ببطء الخميس من محطة الفضاء الدولية الموجودة على ارتفاع نحو 400 كيلومتر فوق الأرض، والتحمت بها في الساعة 17,34 بتوقيت غرينتش، أي بعد نحو ساعة وعشرين دقيقة من الموعد المقرر أساساً.
مشاكل في محرّكات مركبة “ستارلاينر”
وتسببت مشاكل في محرّكات تستخدم لإجراء تصحيحات محدودة لمسار المركبة، إلى تأخير المرحلة الأخيرة من عملية اقترابها من المحطة.
وأوضحت “ناسا”. أن خمسة من هذه المحركات الصغيرة البالغ عددها 28، تعطلت في وقت ما، ولكن أعيد تشغيل أربعة منها في نهاية المطاف، مما وفّر العدد اللازم للعملية.
وأعلن ستيف ستيتش. أحد كبار مسؤولي “ناسا”، في مؤتمر صحافي، أن مشاكل المحركات “يفترَض ألا تكون سبباً للقلق… في شأن المراحل الأخرى من المهمة”.
يفترَض ألا تكون سبباً للقلق… في شأن المراحل الأخرى من المهمة
وفتح باب المركبة الفضائية بعد قرابة ساعتين من الالتحام، وكان أعضاء فريق المحطة الحالي السبعة الموجودين فيها راهناً، وهم أميركيون وروس، في استقبال رائدي الفضاء المنضمَين إليهم بوتش ويلمور (61 سنة) وسوني وليامز (58 سنة).
ويتوقع أن يمضي رائدا الفضاء ما يزيد قليلاً عن أسبوع في محطة الفضاء الدولية، على أن يعودا أيضاً بواسطة مركبة “ستارلاينر”.
تسرّبات
لكنّ مشكلة جديدة طرأت، إذ أعلنت “ناسا” ليل الأربعاء الخميس رَصدَ تسرّبين جديدين لغار الهيليوم، يضافان إلى تسرّب معروف سابقاً.
ثم رصد تسرّب إضافي الخميس، على ما أوضح سنيف ستيتش.
وأوضح أن “لا ترابط على الإطلاق” بين هذه التسرّبات الأربعة ومشكلة محرّكات الدفع.
ورصد أحد هذه التسرّبات قبل الإقلاع، لكن تَقرَّرَ عدم تصليحه، إذ وصفته “ناسا” بعد تحليله بأنه “صغير” واعتبرت أنه لا يمثل خطراً.
وغاز الهيليوم غير قابل للاشتعال، لكن يستخدم في نظام دفع المركبة.
وقال ستيف ستيتش إن تسجيل ثلاثة تسرّبات أخرى يدفع إلى “دَرس ما يعنيه ذلك بالنسبة لبقية الرحلة”. وأضاف: “يجب أن يكون لدينا هامش كبير” في ما يتعلق بكمية الهيليوم الموجودة في المركبة.
ولا يتسرّب حالياً أي هيليوم إلى الفضاء، إذ أغلِق النظام منذ الالتحام.
ولم يحدَّد بعد السبب الدقيق للمشكلتين المسجلتين. أي التسرّبات ومحركات الدفع، لكنّ مدير “بوينغ” مارك نابي وصفهما بأنهما “صغيرتان”، ووعد بـ”حلّهما في المهمة المقبلة”.
قيادة يدوية
وسبق للمركبة أن نجحت في الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في أيار/مايو 2022. لكنّ مهمتها القائمة هي أول رحلة مأهولة لها.
وأجرى بوتش ويلمور وسوني وليامز تدريبات لسنوات عدة قبل المهمة الفضائية الحالية.
وبعد بضع ساعات من الإقلاع، قادا المركبة الفضائية يدوياً بصورة موقتة للتأكد من حسن أدائها.
وعلّق بوتش ويلمور في تسجيل بثته “بوينغ” الأربعاء بفوله إن “الدقة مذهلة (…) حتى أكثر مما في جهاز المحاكاة”.
وأضاف “إنها بكل بساطة مركبة رائعة”.
وشابت تصنيع “ستارلاينر” خيبات أمل عدة أدّت إلى تأجيلات متلاحقة، فتأخرت عن “سبايس إكس”.
لكنّ وكالة الفضاء الأميركية تسعى إلى أن تكون لديها مركبة ثانية بالإضافة إلى تلك المصنوعة من شركة “سبايس إكس” حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المشكلات المحتملة في أي من الكبسولات أو مع حالات الطوارئ.
ميدل إيست أون لاين