أيتها الجميلة…سلاماً

“يبدو لي أن الأرض لا تُسكن إذا لم يكن لدي شخص أعجب به
سيمون دو بوفوار

ما هي أطول معارك التحرر في هذا العالم؟

هي المعارك التي خاضتها الجميلات.

إنها معارك تحرر المرأة . والسبب أن الطرف الآخر …الرجل، ومؤسساته الصغرى (الزواج) والعظمى ( الهيمنة على سوق العمل والإنتاج) لا يريد لهذا الكائن اللطيف أن يخرج عن الطاعة. وأعتقد أن قصص اضطهاد المرأة، والزنوج، والعمال تحت الأرض ، تملأ مجلدات يخجل من وجودها، بهذه الغزارة ، تاريخ الإنسان.

لقد ساهمت الشرائع والأديان في هذه القصص ، وساهمت الملكيات الوراثية، والجمهوريات الانتخابية، والإمارات الاغتصابية… في هذه القصص المشينة. وحتى النساء أنفسهن كن ، في بعض الأحيان ، قادة اضطهاد المرأة بحجة صيانتها.

كيف ، مثلاً، يمكن تخيّل ما فعلته إمرأة (الملكة فكتوريا) رمز الإمبراطورية البريطانية، أشهر ملكات القرن التاسع عشر. لقد فرضت ذوقها ورؤيتها للحياة بالتفاصيل حين فرضت “الأساليب الحميدة” على المجتمع الذي أصبح اسمه “المجتمع الفيكتوري”. من بين الاجراءات منع “التقارب الذي لا يغتفر بين كتب المؤلفين الذكور وكتب المؤلفات النساء على رفوف المكتبات. ولايجوز لتلك الكتب أن تتلاصق الا إذا كان المؤلف والمؤلفة مرتبطين “برابطة الزواج” .

هذه المرأة الداعشية سمي باسمها عصر باكمله …” العصر الفيكتوري”.

لكن “مانويلا” إمرأة أخرى ، من إكوادور في امريكا اللاتينيه ، حكم عليها بالإعدام. فغيروا اسمها إلى “مانويل” لئلا يتهم الرئيس، في التاريخ، أنه وقع على اعدام إمرأة.

كانت مانويلا قائدة الفلاحين الهنود ومحرضتهم على التمرد ورفض العمل العبودي، وقد تطرفت في التحدي ، حيث دعت النقيب باييخو، الضابط المرموق، للمبارزة ، وهزمته كاسرة سيفه برمحها.

سألوها ، وهي على جدار الإعدام رافضة عصابة العينين ، إن كانت تريد شيئاً فأجابت بكلمه : ” ما نابي “… أي لا شيء .

عندنا نحن سجل سيء السمعة ، لا يمكن غسله أبداً، إلا بانتهاء العمل بالنصوص المقدسة حول المرأة. حيث المرأة تابع للرجل والرجل هو السلطة والسلطة لا بد أن تنطوي على بعض أشكال القمع: “المرأة ليست جرة فخار تتحطم إذا لطمتها بين حين وآخر”.

عام 1998 بمناسبة يوم المرأة كتبت هذه الخلاصة:” المرأة العربية على أبواب القرن الحادي والعشرين لا تزال ملكاً خاصاً للرجل يغطيها متى يشاء ويعريها متى يشاء. سيعدها أقل من خزنة نقوده ، وينفضها كمعطفه ، ولايحب الا نفسه .

المرأة العربية لن تأخذ حقها من رجال ما زالوا ،هم أنفسهم ، عبيداً في المواطنة، وليسوا أحراراً متساوين أمام القانون.

المرأة العربية تشبه الرجل العربي مع فارق واحد :

تبكي إذا انقهرت وهو إذا انقهر… يبكيهاعليه.

بعد 17 سنه من نبوءتي السوداء… تستطيع تأمل لائحة أسعار النساء في سوق السبايا العائد لتنظيم داعش (عبر تويتر وفيس بووك) مع التنويه أنه لا يجوز للشخص حيازة أكثر من ثلاث غنائم، على أن يستثني من ذلك الأتراك والخليجيون والسوريون. وقد صنفت لائحة الأسعار حسب عمر البضاعة، فسعر المرأة بعمر 30 ـ 40 سنة 75 ألف دينار (60 دولارا) و ( 125 دولارا) للمرأة بين 10 ـ 20 سنة. أما الأعلى ثمناً فالطفلة من عمر 9 سنوات (عمر عائشة سنة زواجها من النبي) فقد بلغ (170 دولارا).

منذ بداية الحرب حتى الان سيعجز السوريون – مجانين العقلاء ، وعقلاء المجانين – عن معرفة كل ماجرى لنساء هذا البلد ، وكيفية تضميد جراحهن ، واعداد الطريقة العظمى لصناعة النسيان .

في 8 آذار/ مارس 2014 كتبت هذا التعليق على الفيس بووك :

في القرن الواحد والعشرين
كل ملكية…غنيمة.
كل إمرأة …سبية.
كل متدين…متعصب.

لكن ما لا ينبغي نسيانه أبداً هو هذه الحقيقة: لولا المرأة لما كان في هذا الكون شيء سوى الغريزة.

“المرأة هي التي علمت الرجل الحب ”

“والحب هو الذي يجعل العالم يدور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى