فن و ثقافة

أيمن أبو الشعر بين روزا لوكسمبورغ وساحات العاصي

خاص :

حضور كثيف جعل قاعة المحاضرات في المركز الثقافي العربي في أبي رمانة تغص بالمشاركين في النشاط اللافت الذي شارك فيها ثلاثة كتاب في احتفالية كان محورها الشاعر السوري أيمن أبو شعر .

انحصر هذا النشاط بتقديم لائق قام به الباحث السوري الدكتور راتب سكر بعد توقيع كتابه في صالة المعارض، ثم تلا هذا التقديم كلمة مختصرة للكاتب الدكتور حسن حميد تحدث فيها عن الألق الذي تتسم به تجربة الشاعر أيمن أبو الشعر منذ شبابه في سبعينيات القرن الماضي، ثم غطى الدكتور أيمن بقية الوقت المخصص للاحتفالية بقراءة نماذج من قصصه ونماذج من أشعاره .

كان عنوان الكتاب الجديد الذي وقعه الدكتور راتب سكر “أيمن أبو الشعر بين روزا لكسمبورغ وساحات العاصي، ويتحدث عن المجموعة الشعرية الجديدة  “تغريبة أهل الشام” ، ولهذا حديث آخر.

أنصت الحضور الكثيف إلى وقائع هذه الاحتفالية باهتمام، فالدكتور أيمن أبو شعر غني عن التعريف، جذبنا في أشعاره التي كان يلقيها في السبعينيات ، وكما قال الدكتور حسن حميد في مداخلته القصيرة، كنا نسعى لحجز مكان لنا في المركز الثقافي السوفييتي وسط ازدحام حشود جاءت لسماع قصائد عن الثورة البلشفية ولينين ووزوجته كروبيسكايا .

وفي احتفالية أبي رمانة، كان فضولي ينصب على ما سيلقيه الدكتور أيمن من جديد، فهل ظلت تلك الجاذبية كما هي، وهل يمكن أن يبقى ذلك السحر أم يزداد أمام جمهور أتى لسماعه من المثقفين والشعراء والصحفيين .

ثم هل تطورت أدواته وقصائده مع تطور الزمن والشعر والمضامين الشعرية؟

بمعنى آخر : كيف هي نصوص أيمن في مرحلة النضج؟!

أسئلة سألتها وأنا أصغي باهتمام ، لكني وجدت نفسي أتكئ على حماستي القديمة، وأحاسبه على أساسها، لأكتشف أن النصوص التي قدمها لم تحدث تلك النقلة الكبرى التي نتوقعها من كاتب بهذا المستوى.

قرأ قصصاً عادية، لايمكن تمييزها عن قصص لكتاب عاديين، وإن حاول تزيينها ببعض الرسائل، حاولت في مجموعها إيجاد مفارقات أمام القارئ ، إلا أن المحصلة العامة لقصصه لم تأت بجديد، رغم أن الحضور المعجبين صفقوا في نهايات كل نص قصصي.

وكذلك الحال في بعض المقاطع الشعرية التي ألقاها كمقتطفات من مراحل زمنية مختلفة، وفي أفكاري هذه لا أقصد التقليل من تجربة الدكتور أيمن أبو الشعر، بقدر ما أريد التعبير عن رغبتي الشديدة بأن أسمع ما يدهشني، في وقت أقرأ فيه بين يوم وآخر نتاجاً قصصياً وشعرياً لكتاب شباب يفرضون على القارئ أن يتفاءل بمستقبل الأدب السوري .

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى